الإمام جعفر بن محمد الصادق (148ه) * قال الإمام يحيى بن حمزة: «وعن جعفر الصادق أنه كان شديد المحبة لهما. وقد روى عنه خلق عظيم أنه كان يترحم عليهما. وروي عنه أنه قيل له: ما تقول في أبي بكر؟ فقال: «ما أقول فيمن ولدني مرتين». أراد بذلك : أن أمه أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر وأم أمه بنت عبد الرحمن بن أبي بكر»(1).
* وروى عنه العلامة عبد الله بن زيد العنسي(2)، والعلامة محمد بن الحسن الديلمي(3) أنه قال: «من زعم أني أبرأ من أبي بكر وعمر فأنا منه بريء».
* وقال الإمام يحيى بن حمزة: « قال الصادق عليه السلام: اللهم إني أحبهما، وأودهما، وأتولاهما، وأحب من يحبهما، اللهم إن كنت تعلم خلاف ذلك من قلبي فلا تنلني شفاعة محمد صلى الله عليه وآله وسلم»(4).
وهنالك روايات أخرى عن الصادق، في هذا المعنى مروية في كتب أهل السنة وكتب الإمامية، تركتها؛ لأنني ساقتصر في هذا البحث على ما ورد في كتب الزيدية فقط.
الإمام محمد بن إبراهيم طباطبا (199ه)
جاء في (الجامع الكافي)(5) أن يحيى بن آدم - وهو من كبار رجال الحديث - جاء ليبايع الإمام محمد بن إبراهيم بن إسماعيل الديباج، فاشترط عليه محمد شروطا، قال يحيى: أبايعك على ما بايع عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عثمان بن عفان. قال له محمد: إن شئت فبايع على ما أقول لك، وإن شئت على ما تقول، وإن شئت فلا تبايع، فبايعه يحيى واشترط عليه محمد، فقال له يحيى: ما استطعت، فقال له محمد: هذا قد استثناه لك القرآن.
وهذا يدل على أن مسألة الصحابة لم تكن ذات بال عند أئمة الزيدية ولا عند أنصارهم من علماء أهل السنة.
صفحة ٦٦