- وقال العلامة يحيى بن الحسين: «إن أئمة أهل البيت كافة بين متوقف ومرض، لا يرى أحد منهم السب للصحابة أصلا، يعرف ذلك من عرف. وإذا تقرر ما ذكرنا وعرفت أقوال أئمة العلم الهداة علم من ذلك بالضرورة التي لا تنتفي بشك ولا شبهة إجماع أئمة الزيدية على تحريم سب الصحابة، لتواتر ذلك عنهم، والعلم به، فما خالف ما علم ضرورة لا يعمل به»(1).
- وقد جمع الشوكاني كتابا سماه (إرشاد الغبي إلى مذهب الآل في صحب النبي)(2) ضمنه نصوصا لأئمة الزيدية تقضي بحسن الظن بالمتقدمين على الإمام علي من الصحابة، والمنع من سبهم، ولكنه بالغ في ذلك وزعم أنهم أجمعوا على الترضية عنهم، وروى ذلك من ثلاثة عشر طريقا، وهو وهم، فما حكى من الإجماع فإنما هو على التأول لهم، وليس على الترضية، وإن كان بعضهم يرجح الترضية كما قدمنا، وتلك الطرق هي:
الطريق الأولى: عن الإمام المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني، كما حكى عنه صاحب حواشي الفصول.
الطريق الثانية: رواها المنصور بالله عبد الله بن حمزة، في رسالته (جواب المسائل التهامية).
الطريق الثالثة: رواها المؤيد بالله يحيى بن حمزة عليه السلام في آخر (التصفية).
الطريق الرابعة: حكاها السيد الهادي بن إبراهيم الوزير في كتابه المعروف (بتلقيح الألباب) عن الإمام الناصر محمد بن علي المعروف بصلاح الدين.
الطريق الخامسة: عن السيد يحيى بن الحسين بن القاسم بن محمد في كتابه (الإيضاح لما خفي من الاتفاق على تعظيم صحابة المصطفى).
صفحة ٦٣