ونتيجة لذلك صار كل من يعتني بجمع فضائل الإمام علي وإشهارها متهما عند مخالفيه بالرفض. ومن يثني على أبي بكر أو عمر، ويقدر دورهما مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم متهما عند مخلفيه بالنصب، حتى قال الشاعر:
إذا نحن فضلنا عليا فإننا .... روافض بالتفضيل عند ذوي الجهل
وفضل أبي بكر إذا ما ذكرته .... رميت بنصب عند ذكري للفضل
فما زلت ذا رفض ونصب كليهما .... أدين به حتى أوسد في الرمل
وقد أحببت أن أبين من خلال هذا البحث أن في هذه المسألة آراء تتسم بالوسطية والاتزان، بعيدا عن المبالغة وردود الأفعال، ومنها رأي الزيدية، القائم على الواقعية والاعتدال، والذي كاد - وللأسف - يندثر بين ركام الجدل الدائر بين الفرقاء في هذه المسألة، خصوصا وأن كثيرا من الباحثين والمثقفين من الزيدية وغيرهم لم يتسن لهم الاطلاع بشكل كامل ومفصل على رأي الزيدية في هذه المسألة، مما جعل نظرتهم لها غير واضحة، فبعضهم يميل إلى هذا التيار، وبعضهم يميل إلى ذاك، مما ميع الرؤية الزيدية المتوازتة في المسألة.
صفحة ٨