وهذا يعني أن المرء مهما كان صالحا مستقيما فإنه يضل معرضا للإنحراف في أية لحظة، حتى يفارق الحياة، كائنا من كان. ولهذا كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول لأصحابه: "بادروا بالأعمال، فتنا كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا، أو يمسي مؤمنا ويصبح كافرا، يبيع دينه بعرض من الدنيا"(1).
(3) مخالفو الإمام علي بن أبي طالب
وهؤلاء هم محل الجدل الكبير والنزاع الواسع بين عموم الشيعة والسنة، وهنا لا بد من التنبيه على أن الزيدية اعتبروا المخالفين للإمام من الصحابة فريقين: الأول، متقدمي الإمام علي في الخلافة بعد رسول الله صلى اله عليه وآله وسلم، أي: أبي بكر وعمر وعثمان، ومن ساندهم في ذلك. والثاني: الذين كان لهم موقف سلبي من خلافة الإمام علي كرابع للخلفاء الراشدين. وذلك ما سأحاول تفصيله على النحو الآتي:
أولا: متقدمو الإمام علي
نتيجة للاختلاف في النظر إلى ما يذكر من أدلة على أحقية الإمام بالخلافة، تعددت الآراء في حكم متقدميه، فجمهور أهل السنة يرون أنه لم يثبت ما يدل على أولويته بالخلافة أصلا، وبالتالي فلا شيء على من تقدمه أو قدم عليه غيره، واعتبروا ما ورد في حقه من الأحاديث الصحيحة، مثل حديث (المنزلة)، وحديث (الغدير)، مجرد فضائل لا علاقة لها بالخلافة.
صفحة ٣٦