لم يسقنا مثلها من كفه المطر
حنا على العلم واستسقت معاهدنا
منه فظل عليها الخير ينهمر
ومن شكر العروة الوثقى لسموه أنها سمت مدرستين من مدارسها إحداهما للبنات والأخرى للبنين باسمه الكريم، والدار التي فيها مدرسة البنين موهوبة لها من سموه، ومن أفضل أياديه المشكورة إيعازه لجمعية المؤاساة التي يرأسها سموه رئاسة شرف بتوزيع مقدار كبير من الدقيق على فقراء الإسكندرية، عندما اشتدت الضائقة بهم، وخلت الأسواق أو كادت من هذه المادة الضرورية للحياة.
وقد أخذ يعضد مشروع الكشافة الآن لعلمه بما فيه من الفوائد الجلية للبلاد، فلقب عن جدارة من جمعية الكشافة بالإسكندرية بلقب «الكشاف الأعظم»، بعد أن جعلها تحت رعايته العالية.
وإذا لم تقم في وجه هذا المشروع الجليل عقبات، فسيبلغ بجميل رعايته مبلغا عظيما، ويجني شبان مصر منه نفعا عميما.
أما أعماله العامة فلا تكاد تجد مشروعا نافعا ظهر تحت سماء مصر إلا وله فيه يد بيضاء، ومن ذلك تعضيده للمعارض الزراعية، واشتراكه في الاكتتابات لإحياء العلم، وتشجيع المشروعات الأهلية، وبلغ به هذا التعضيد أن تنازل واشترك مع الإسكندريين بخمسمائة سهم في جمعية المشروعات الأهلية، وكان غرضها تجاريا محضا ولما كان الكثير من أعماله العظيمة واقعا تحت أعيننا، وهو كل يوم يتجدد فلا حاجة بنا إلى عده، وإنما نذكر هنا إعانته «الوفد المصري» إلى مؤتمر فرساي بعشرة آلاف جنيه، وبهذه المناسبة نذكر أن سموه هو أول من ألقى في أذن رئيس الوفد «سعد زغلول باشا» هذه الفكرة، عندما وضعت الحرب أوزارها، وأول من أراد جمع المصريين عليها بدعوة صدرت منه فعلا في يوم معين، ونشرت في الجرائد ولكن الظروف حالت دون هذا الاجتماع.
ومما لا يفوتنا ذكره اكتتابه في لجنة الأمراء التي صرفت جل مالها في تخفيف الويلات، التي نتجت عن ضحايا المظاهرات، ولم يكتف حفظه الله بذلك بل دعا الإسكندرية إلى مثل هذا العمل ؛ ليكون خاصا بضحايا المظاهرات في الإسكندرية وحدها وكان لهم نعم القدوة الحسنة، وشأنه في انضمام الأمراء إلى بقية الأمة في نهضتها الوطنية الأخيرة والمطالبة بالاستقلال التام مشهور معلوم.
ومما نذكره لسموه مقرونا بالشكر والإعجاب دعوته في الصحف للمصريين عامة إلى مد يد المساعدة للجمعية الخيرية الإسلامية، وتقدمهم إلى الاكتتاب لها بمبلغ خمسة آلاف جنيه، بمجرد ما علم سموه بحاجة الجمعية إلى المال، واستصراخها لذوي البر والإحسان، فكان أول الملبين وإمام المحسنين.
وعلى أثر هذه الدعوة لفت نظره العالي بعضهم إلى الجمعية الخيرية القبطية، وأنها أيضا في حاجة إلى تعضيد سموه، فنفحها بألف جنيه ودعا الأقباط إلى الاكتتاب لها كما دعا المسلمين إلى الاكتتاب لجمعيتهم في نشرة مذيلة باسمه الكريم جاء في آخرها، ما نصه:
صفحة غير معروفة