صفوة العصر في تاريخ ورسوم مشاهير رجال مصر

زكي فهمي ت. 1350 هجري
149

صفوة العصر في تاريخ ورسوم مشاهير رجال مصر

تصانيف

بعض مآثره المعروفة

وأما عن مآثره المعروفة لنا فقد قام معاليه وأفراد عائلته الكرام بتشييد كنيسة كبرى ببلدته «سندبيس»، وهي من أعظم الكنائس رونقا وبهاء، وأحسنها طرازا وهي على النمط «البيزنتي» القديم كما شيد أيضا وعائلته في البلدة عينها مدرسة للبنين، وأخرى للبنات ملحقتين بدائرة الكنيسة لتعليم العنصرين، وهما الآن تحت إشراف مجلس مديرية القليوبية.

وبالإجمال فإننا إذا عددنا مآثر هذا الشهم النبيل، وفضائله العديدة على الإنسانية لضاق بنا المقال، فنكتفي بهذه النبذة تنويها بفضله.

ومن نعم الله الكبرى على معاليه أن رزقه أنجالا كراما على جانب عظيم من الرقي الأخلاقي، والأدب الجم والخصال السامية منهم حضرة صاحب العزة القاضي النزيه العادل فهيم بك سليمان، القاضي بمحكمة مصر الأهلية، فإنه والحق يقال مثال معالي والده الجليل من كل الوجوه، ولا يدع في ذلك فمن شابه أباه فما ظلم.

أدامه الله تعالى وحضراتهم وباقي أفراد لعائلة الكريمة رافلين في بحبوحة السعادة والهناء، وأكثر من أمثالهم في أبناء الأمة العاملين.

ترجمة حضرة صاحب المعالي القانوني النزيه أحمد ذو الفقار باشا وزير الحقانية

مولده ومنشأه

ولد معاليه في ثغر الإسكندرية من والدين كريمين عريقين في المجد والنبل عام 1862م الموافق لعام 1277ه، ووالده هو المغفور له أحمد علي ذو الفقار باشا أحد وزراء مصر السابقين، الذين اشتهروا بالنزاهة والاستقامة والجد والكفاءة.

درس علم الحقوق ونبغ فيه نبوغا أدهش متشرعي القوانين أنفسهم، ونال شهادة الليسانس بتفوق عظيم، وكان أول الوظائف التي تولاها منصب مساعد بالنيابة المختلطة بتاريخ 21 يناير سنة 1892، وفي يوليو سنة 1894 عين قاضيا من الدرجة الثالثة بمحكمة أسيوط الأهلية، وفي 18 مارس سنة 1896 نقل لمحكمة مصر الأهلية، ورقي لدرجة قاض من الدرجة الثانية في 26 مارس سنة 1900، ونقل لمحكمة أسيوط وبتاريخ 16 مايو سنة 1901 نقل لمحكمة طنطا، وفي يناير سنة 1902 رقي للدرجة الأولى، فكان في كل هذه الوظائف السامية عادلا في أحكامه نزيها منصفا بعيدا عن كل ما يشين القضاء، وفي 29 نوفمبر سنة 1902 عين وكيلا لمحكمة أسيوط الأهلية فرئيسا لمحكمة قنا، وفي 28 يناير سنة 1905 عين رئيسا لمحكمة الزقازيق فقاضيا لمحكمة المنصورة المختلطة، ولما تجلت نزاهته وعرفت استقامته وطهارة ذمته رقي مستشارا بمحكمة الاستئناف الأهلية، فكان مثال الجد والذكاء والعدل بعيدا عن المحاباة والتحيز، وقد أذيعت هذه الفضائل بين الملأ كما اتصلت بمسامع جلالة المليك المعظم، فقدرها حق قدرها، وأحله في أسمى وأرقى مركز في حكومته السنية، إذ جعله وزيرا للحقانية بتاريخ 21 مارس سنة 1919 في رئاسة صاحب الدولة محمد سعيد باشا، واختير لها في وزارة صاحب الدولة يوسف وهبه باشا، وفي وزارتي صاحب الدولة محمد توفيق نسيم باشا الأولى والثانية، وقام بأعبائها للمرة الخامسة في رئاسة صاحب الدولة يحيى إبراهيم باشا وفي تعدد توليه هذه الوزارة دليل قاطع وبرهان ساطع على ما له من الكفاءة والمقدرة، وسمو المكانة لدى الهيئتين الحاكمة والمحكومة.

حضرة صاحب المعالي القانوني أحمد ذو الفقار باشا وزير الحقانية.

صفحة غير معروفة