وماذا ترون سموكم في قرار بلدية الإسكندرية الأخير؟
ج:
هو قرار على جانب عظيم من الصواب من الوجهة الحقوقية، وفضلا عن ذلك فإنه في غاية الوجاهة؛ وإني أفتخر به لأنه صادر من أبناء بلدتي الإسكندرية، وهنا انتهى الحديث وخرج المندوب شاكرا حسن تفضله بالإجابة عن كل سؤال بصراحته المعهودة ووطنيته العالية.
وكانت النتيجة الأولى لهذا التصريح ولدعوة الأمير الجليل أن جاء صاحب السعادة وكيل الوفد المصري إلى الإسكندرية، وحظي بمقابلة سموه وباحثه في الموضوع باسم الوفد، وورد على سموه تلغراف من حضرة صاحب السعادة محمد باشا محمود وكيل حزب الأحرار الدستوريين، وكتاب من حضرة صاحب العزة محمد حافظ بك رمضان رئيس الحزب الوطني، ويلوح لنا أن ورود هذه الأجوبة على سموه يوافق مقتضى الحال، وكنا نتمنى أن يكون بعض الصحف المتحزبة أقل حدة في الحمل على خصومها، مما هي عليه إذا كانت تحبذ المسعى المبذول في سبيل الاتحاد وجمع الكلمة، ولكن مع الأسف الشديد، رأينا منها العكس إذ وقفت دعوة سمو الأمير الجليل إلى هذا الحد، ولم تقدم هذه الأحزاب يدها للتضامن المنشود.
حضرة صاحب العزة الأستاذ حافظ بك رمضان رئيس الحزب الوطني: وكان بينهم أيضا حضرة صاحب العزة الوطني الغيور الأستاذ محمد بك حافظ رمضان، رئيس الحزب الوطني، وهو من الأحزاب المؤتلفة. وسنأتي إن شاء الله في الجزء الثاني على ترجمتي حضرة صاحب الدولة عبد الخالق ثروت باشا والأستاذ حافظ بك رمضان.
ترجمة حضرة صاحب الدولة الجليل عدلي باشا يكن
كلمة تاريخية للمؤرخ
لقد تقلبت القضية المصرية إلى أدوار مختلفة، وكان من جملة هذه التقلبات تعيين جلالة المليك المعظم فؤاد الأول وفدا رسميا برياسة حضرة صاحب الدولة عدلي يكن باشا؛ ليتولى مفاوضة الحكومة الإنكليزية بنية الوصول إلى الاتفاق المنشود بين الحكومتين، وعدلي باشا - كما هو معلوم - من أركان الوزارة الرشدية، التي استقالت في سبيل تأييد الوفد المصري الذي يرأسه حضرة صاحب المعالي «صاحب الدولة الآن» سعد زغلول باشا، ولما دعي هذا الوفد إلى لندن قام عدلي باشا بمهمة الوسيط بينه وبين لجنة ملنر.
ومما سيذكره التاريخ لعدلي باشا بمداد الفخر والإعجاب، على أثر تعيينه رئيسا لمجلس الوزراء أنه نشر برنامجا سياسيا بين فيه للأمة المصرية الخطة التي ينوي اتباعها، ولم تعهد مصر من قبل مثل ذلك البرنامج الذي يعد فوزا للروح الديمقراطي، وقد جاء فيه ما يأتي:
إن الوزارة ستجعل نصب عينيها في المهمة السياسية التي ستقوم بها لتحديد العلاقات الجديدة بين بريطانيا العظمى وبين مصر؛ الوصول إلى اتفاق لا يجعل محلا للشك في استقلال مصر، وستجري في هذه المهمة متشبعة بما تتوق إليه البلاد ومسترشدة بما رسمته إرادة الأمة، وستدعو الوفد المصري الذي يرأسه سعد باشا زغلول إلى الاشتراك في العمل لتحقيق هذا الغرض.
صفحة غير معروفة