يجهل شيئا، فقد جمع الخالق والمخلوق اسم العالم، واختلف المعنى على ما رأيت (1) انتهى. فإنه (عليه السلام) صرح باختلاف المعنى وعلل تسميته بالعالم بسلب الجاهل، وهذا التعليل أيضا يدل على الاختلاف.
قلت: لعل معنى كلامه (عليه السلام) اختلافهما بحسب الكمال والنقصان، كما يومئ إليه قوله (عليه السلام): " لا يجهل شيئا في علم الله تعالى " وقوله (عليه السلام): " لو لم يحضره ذلك العلم ويغيبه كان جاهلا " في علم الخلق، لا أن معنى العالم المطلق بمعنى واحد لا يصدق عليهما.
ويحتمل أن يكون مراده (عليه السلام) بالاختلاف اختلاف منشأ الصدق (2) كما ذكرته، ويؤيد هذا ما ذكره (عليه السلام) في بيان اختلاف البصر بين الخالق والمخلوق، وليس ينافي ما ذكرته ما ذكره (عليه السلام) في اختلاف القائم في الخلق والمخلوق، فإنه اختلاف بحسب المعنى البتة، كما يظهر من هذا الخبر.
ولعل (3) في التعليل إشارة إلى أن علمه ليس بالكيفية القائمة به، كما يكون بها في
صفحة ٤١