سفر السعادة للفيروزابادي
محقق
أحمد عبد الرحيم السايح، عمر يوسف حمزة
الناشر
مركز الكتاب للنشر
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٧ هـ - ١٩٩٧ م
مكان النشر
القاهرة - جمهورية مصر العربية
تصانيف
فصل في الخطبة النبوية في يوم الجمعة
كان ﷺ إذا خطب رفع صوته إلى غاية تحمر فيها عيناه المباركتان، وكثيرا ما كان يقول في خطبته: "بعثت أنا والساعة كهاتين وجمع بين السبابة والوسطى" (١) وبعد ذلك يقول: "أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدى هدى محمد ﷺ وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، أنا أولى بكل مؤمن من نفسه، من ترك مالًا فلأهله، ومن ترك دينا أو ضياعا فإليَّ وعليَّ" (٢) رواه مسلم، وفي لفظ كانت خطبة النبي ﷺ: يحمد الله ويثنى عليه بما هو أهله ثم يقول: "من يهدى الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، وخير الحديث كتاب الله، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار" (٣).
وفي بعض الأخبار كان يقول: "الحمد لله نحمد الله، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيرا ونذيرا، بين يدى الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصهما فإنه لا يضر إلا نفسه، ولا يضر الله شيئا".
وكثيرا ما كان يقرأ سورة (ق) على النبر، قالت أم هشام بنت الحارث: ما حفظت سورة (ق) إلا من رسول الله ﷺ مما يخطب بها على المنبر (٤).
_________
(١) انظر: شرح العقيدة الطحاوية (ص ٤٠٤).
(٢) أورده البخاري في صحيحه وانظر زاد المسير (ج ٦ ص ٣٥٣)، والسيوطى في الدر المنثور (ج ٥ ص ١٨٢).
(٣) رواه أبو داود برقم (٤٦٠٧)، والترمذي (٢٦٧٨)، وأخرحه أحمد في مسنده (ج ٤ ص ١٢٦، ١٢٧)، وابن ماجه برقم (٤٢)، والدارمى (ج ١ ص ٤٤، ٤٥) وإسناده صحيح، وصححه ابن حبان (١٠٢).
(٤) رواه أحمد في المسند (٦/ ٤٣٥)، ومسلم في صحيحه (٢/ ٥٩٥)، والطبراني في المعجم الكبير (٢٥/ ١٤٢)، والبيهقي في السنن الكبرى (٣/ ٢١١).
1 / 93