وبذل جهدًا في خدمة السلطان: (أبا يزيد بن السلطان مراد العثماني) وقرأ عليه، وأكسبه مالًا عريضًا، وجاها عظيمًا. ثم دخل (زبيد) في رمضان سنة ٧٩٦ هـ. فتلقاه الملك (الأشرف إسماعيل)، وبالغ في إكرامه، وصرف له ألف دينار، وأمر صاحب (عدن) أن يجهز بألف دينار أخرى، وتولى قضاء اليمن كله.
واستمر القاضي الفيروزآبادي بزبيد عشرين سنة، وقدم مكة مرارًا. وجاور بها، وأقام بالمدينة المنورة، وبالطائف، وعمل بها مآثر حسنة. وما دخل بلدة إلا أكرمه أهلها ومتوليها.
وبالغ في تعظيمه وتقديره: شاه منصور بأن شاه شجاع في (تبريز). والأشرف صاحب مصر، وأبي يزيد صاحب الروم، وابن إدريس في بغداد، وتيمورلنك، وغيرهم.
وقد كان (تيمورلنك) مع عتوه، يبالغ في تعظيم الفيروزآبادي.
وكان العلامة (الفيروزآبادي) واسع الرواية. سمع من محمد بن يوسف الزرندي المدني صحيح البخاري. وسمع من ابن الخباز، وابن قيم الجوزية، وابن الحموي، وأحمد بن عبد الرحمن المرادوي، وأحمد بن مظفر النابلسي.
والتقى بالشيخ السبكي، وولده: التاج، ويحيى بن علي الحداد، وغيرهم بدمشق. وفي القدس أخذ من العلائي، والفارقي، والعز بن جماعة، وابن جهيل، وغيرهم كثير، وفي شيوخه كثرة.
وللفيروزآبادي تصانيف كثيرة، كلها نافعة، وفائقة، ومفيدة .. منها:
- (القاموس المحيط) وهو كتاب عجيب في موضوعه.
- (بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز) طبعة المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالقاهرة منذ سنوات، محققا في ست مجلدات.
- (تنوير المقياس في تفسير ابن عباس) طبع بإدارة التراث الإسلامي بدولة قطر منذ عدة سنوات.
1 / 8