70

سفر نامه

محقق

د. يحيى الخشاب

الناشر

دار الكتاب الجديد - بيروت

رقم الإصدار

الثالثة، 1983

مغربي وبعد مدة شرعوا في هدم المئذنة بحجة أنها لم تبع فأرسل لهم الحاكم قائلا بقد بعتموني هذا المسجد فكيف تهدمونه فأجابوا نحن لم نبع المئذنة فأعطاهم خمسة آلاف دينار ثمنا لها وكان السلطان يصلي في هذا المسجد طوال شهر رمضان وأيام الجمع من بقية الشهور

ومدينة مصر مشيدة على ربوة خشية فيضان الماء عليها وهذه الربوة كانت مغطاة في وقت ما بأحجار كبيرة جدا فكسرت وسويت ويقال الآن للأماكن التي لم تسو عقبة وتبدو مصر كأنها جبل حين ينظر اليها من بعيد

وبمصر بيوت مكونة من أربع عشرة طبقة وبيوت من سبع طبقات وسمعت من ثقات أن شخصا غرس حديقة على سطح بيت من سبعة أدوار وحمل اليها عجلا رباه فيها حتى كبر ونصب فيها ساقية كان هذا الثور يديرها ويرفع الماء إلى الحديقة من البئر وزرع على هذا السطح شجر النارنج والترنج والموز وغيرهما وقد أثمرت كلها كما زرع فيها الورد والريحان وأنواع الزهور الأخرى

وسمعت من تاجر ثقة أن بمصر دورا كثيرة فيها حجرات للاستغلال أي للإيجار ومساحتها ثلاثون ذراعا في ثلاثين وتسع ثلاثمائة وخمسين شخصا وهناك أسواق وشوارع تضاء فيها القناديل دائما لأن الضوء لا يصل إلى أرضها ويسير فيها الناس

وفي مصر سبعة جوامع غير جوامع القاهرة والمدينتان متصلتان وفيهما معا خمسة عشر جامعا (مسجد جمعة) وذلك لتلقى خطبة الجمعة والصلاة

صفحة ١٠١