سفر نامه
محقق
د. يحيى الخشاب
الناشر
دار الكتاب الجديد - بيروت
رقم الإصدار
الثالثة، 1983
الأرض حين يغطى وقد بنى لتجمع فيه مياه المطر وعلى الحائط الجنوبي باب يؤدي الى ميضأة يذهب اليها من يحتاج الى الوضوء فيجدده وذلك لأنه لا يلحق الصلاة اذا هو خرج من المسجد ليتوضأ اذ ان اكبر المسجد يفوت عليه الصلاة اذا اجتازه وكل الأسقف ملبسة بالرصاص
وقد حفرت في ارض المسجد أحواض وصهاريج كثيرة فان المسجد مشيد كله على صخرة فمهما يهطل من المطر لا يذهب خارج الأحواض ولا يضيع سدى بل ينصرف الى الأحواض وينتفع به الناس وهناك ميازيب من الرصاص ينزل منها الماء الى أحواض حجرية تحتها وقد ثقبت هذه الأحواض ليخرج منها الماء ويصب في الصهاريج بواسطة قنوات بينها غير ملوث أو عفن وقد رأيت على ثلاثة فراسخ من المدينة صهريجا كبيرا تنحدر اليه المياه من الجبل وتتجمع فيه وقد أوصلوه بقناة الى مسجد المدينة حيث يوجد أكبر مقدار من مياه المدينة وفي المنازل كلها أحواض لجمع ماء المطر اذ لا يوجد غيره هناك ويجمع كل انسان ما على سطح بيته من مياه فان ماء المطر هو الذي يستعمل في الحمامات وغيرها
والأحواض التي بالمسجد لا تحتاج الى عمارة أبدا لأنها من الحجر الصلب فاذا حدث بها شق او ثقب أحكم إصلاحه حتى لا تتخرب ويقال ان سليمان عليه السلام هو الذي عمل هذه الأحواض وقد جعل القسم الأعلى منها على هيئة التنور وعلى رأس كل حوض غطاء من حجر حتى لا يسقط فيه شيء وماء هذه المدينة أعذب وأنقى من أي ماء آخر وتستمر الميازيب في قطر المياه يومين أو ثلاثة ولو كان المطر قليلا الى ان يصفو الجو وتزول آثاره السيئة وحينئذ يبدأ المطر
قلت ان مدينة بيت المقدس تقع على قمة جبل وان أرضها غير مستوية أما المسجد فأرضه مستوية فخارج المسجد حيثما تكون الأرض منخفضة يرتفع حائطه اذ يكون أساسه في أرض واطئة وحيثما تكون الأرض مرتفعة
صفحة ٦٣