(1) والقيتها محاضرة في ليلة الأحد 23 من المحرم سنه 1391 , فى قاعة المحاضرات العامة في كلية الشريعة بالرياض.@ والانسان قد يستبعد الشيء الغريب أحيانا , أذا قاس قبوله أو رفضه بمقياس مألوفه فى حياته القصيرة قطره الصغير! وقد يستغربه أحيانا اذا وجده كثيرا مع غرابته , ولكن يكون مبعث استغرابه له فى هذه الحال أتيا من كثرتهالتى رقف عليها دفعة واحد ان.
أما اذا تذكر أن ذلك الغريب العجيب بمقياس مألوفه وقع فى اماد مترامية من الزمن , وفى أناس لا يعلم عددهم الا الله تعالى , تقارب لديه قبول وقوعه, وزال منه انكار حدوثه, وعلم أن مثله
فى انكاره الاول مثل انسان وقف على مقطع من البحر ,ثم غاض فيه وضرب يمينا ويسارا من جنبات موقفه, فلم يشاهد فى أعماق (بحره) الا الاسماك المعتادة , والحيوانات المائية المعروفة, فانكر ما يحكى عن البحر من عجائب المخلوقات.
وما درى أن تلك المخلوقات العجيبة الغريبة لم تجمع من مقطع واحد من البحر الكبير ,ولا فى زمن واحد ,وانما جمعت من أطراف البحر التى تنحسر عندها الانظار والافكار ,وجمعت فى اماد متباعدة ,ومن أماكن متبايتة, وانما وقع له: أنه حدث عنها دفعة واحدة فانكرها، فاذا تذكر هذه الحقيقة خضع لقبولها ولم ينكرها.
وقد وقع لى فى أول حياة الدراسية والطلب ,أننى كنت أقف فى كتب فقهائنا المتأخرين رحمهم الله تعالى ,التى فروع فقيهة , بينوا فيها الاحكام لصور من الغرئب الخلقية ,التى تقع لبنى الانسان على مرور الزمان, حكوا فيها بعض الاشكال الغريبة النادرة, فكان يساورنى ردها والعتب على ذاكريها , كنت أحكم عليهم أنهم أو غلوا فى الخيال والتصور الاغراب الى ما لا يتصور وقوعه.
صفحة ٩