توقفت باجز عن الذهاب إلى تناول الغداء. كانت لا تزال تذهب إلى الإفطار، وكانت في حالة نشاط آنذاك، ولمدة ساعة أو ما يقارب ذلك بعدها. قالت إنها لا تشعر أن حالتها تسوء، كانت متعبة من الاستماع والكلام. لم تغن ثانية، على الأقل عندما كانت آفريل تستطيع سماعها. •••
في الليلة التاسعة، التي كانت آخر ليلة تخرج فيها، قبل أن ترسو السفينة في مدينة تيلبري، أقامت جينين حفلة في كابينتها. كانت كابينة جينين أكبر وأفضل كابينة على ظهر السفينة. قدمت شامبانيا، كانت قد جلبتها لهذا الغرض، وويسكي وخمرا، بالإضافة إلى الكافيار والعنب، وكميات ضخمة من السلمون المدخن وشرائح اللحم، والجبن، والخبز، من المطبخ. قالت: «أنا أبذر كثيرا، أحلق عاليا من السعادة. سأتجول في أوروبا، حاملة حقيبة على ظهري، وأسرق البيض من مزارع الدجاج. لا آبه. سأحتفظ بعناوينكم. وعندما أنفق كل ما لدي، سآتي لأقيم معكم. لا تضحكوا!»
كانت باجز تنوي الذهاب إلى الحفلة. كانت قد ظلت في الفراش طوال اليوم، ولم تذهب حتى لتناول الإفطار، كي تحافظ على قوتها. نهضت واغتسلت، ثم استندت على الوسائد لوضع زينتها. تزينت على نحو طيب، عيناها وباقي الأشياء. مشطت شعرها ورشت عطرا عليه . لبست فستانها الرائع الذي ترتديه عند الغناء منفردة، الذي كانت آفريل قد صنعته؛ فستان مستقيم القص، طويل، حريري بلون أرجواني داكن، تزين أكمامه الواسعة خيوط من الحرير باللونين الوردي والفضي متغيري الدرجة حسب الضوء.
قالت باجز: «لونه باذنجاني.» استدارت حتى ترى اتساع الثوب التدريجي عن حاشية الفستان. جعلتها الاستدارة تفقد توازنها، فجلست.
قالت: «لا بد أن أطلي أظافري ... سأنتظر قليلا. أشعر بتوتر شديد.»
قالت آفريل: «أستطيع أن أقوم بذلك عنك.» كانت قد رفعت شعرها بالدبابيس إلى أعلى. «هل تستطيعين ذلك؟ لا أظن ذلك. لا أظن أنني سأذهب. على الرغم من استعدادي. أظن أن الأحرى بي أن أمكث هنا وأستريح. غدا، يجب أن أكون في أفضل هيئة. النزول من السفينة.»
ساعدتها آفريل على خلع فستانها وغسل وجهها وارتداء ثوب النوم مرة أخرى. ساعدتها على الرقاد في الفراش.
قالت باجز: «هذه جريمة ضد الفستان؛ ألا أذهب؟ يستحق هذا الفستان أن يرى. لا بد أن ترتديه. ارتديه. من فضلك.»
بينما لم تكن آفريل تظن أن اللون الأرجواني يناسبها، انتهى بها المطاف بالتخلي عن فستانها الأخضر وارتداء فستان باجز. ذهبت عبر البهو إلى الحفلة، تنتابها مشاعر الغرابة، والتحدي، والعبثية. كان كل شيء على ما يرام، كان الجميع في كامل أبهته، بعضهم كان يرتدي ملابس مهندمة جدا. حتى الرجال كانوا في كامل أبهتهم بشكل أو بآخر. كان الفنان يرتدي سترة بذلة سهرة قديمة، وبنطال جينز، وكان الأستاذ الجامعي يرتدي سترة بيضاء من النوع الفضفاض إلى حد ما، والتي يبدو معها مثل أصحاب المزارع المتأنقين. كان فستان جينين أسود اللون وقصيرا، وكانت ترتدي جوارب سوداء شفافة، وتتقلد مجموعة كبيرة من المجوهرات الذهبية. كانت ليزلي ترتدي فستانا من الحرير الرقيق الصقيل، تزينه ورود حمراء ووردية اللون إزاء خلفية كريمية اللون. عند مؤخرتها، كان الفستان محزوما في صورة وردة هائلة، ظل الأستاذ الجامعي يربت، ويجذب، ويرتب بتلاتها حتى تكون في أبهى صورة. كان يبدو كما لو كان مبهورا بها للمرة الأولى. كانت تبدو مسترخية وفخورة، يتورد وجهها من حمرة الخجل.
سأل الأستاذ الجامعي آفريل: «ألن تأتي أمك إلى الحفل؟»
صفحة غير معروفة