يقول أوستن: «بالطبع، بالطبع، لا غضاضة في ذلك ... سيقومون بعمل قائمة بكل شيء يحصلون عليه ويحددون فيها ثمن بيعه. يمكن بسهولة أن يتم إرسال نسخة منها. أعتقد أن لديهم جهاز كمبيوتر. انقضت أيام العصور المظلمة هنا ...
نعم ... آمل أن تنظرا إلى هذا المال كما أنظر إليه. هذا مشروع قريب إلى قلبي. أنت وأختك تعيشان عيشة كريمة. أنا محظوظ للغاية في أبنائي ... معاش التقاعد ومعاش القس ... ماذا أريد أكثر من ذلك؟ وهذه السيدة، هذه السيدة، أؤكد لك، شيلا، لا ينقصها مال، إذا جاز أن أعبر عن ذلك على هذا النحو ...» ثم يضحك في خبث على شيء يقوله ابنه.
بعد إغلاقه الخط، يقول لكارين: «حسنا، ابني قلق بشأن أموري المالية وابنتي قلقة بشأن حالتي العقلية. حالتي العقلية والعاطفية. طريقة الذكر والأنثى في النظر إلى الأمور. طريقة الذكر والأنثى في التعبير عن القلق. تحت ذلك يوجد الشيء نفسه. يتغير النظام القديم، مفسحا المجال أمام النظام الجديد.»
لا يتذكر دون كل شيء كان في المنزل، على أي حال. كيف ذلك؟ كان هنا يوم الجنازة ولم تكن زوجته بصحبته؛ كانت في شهورها الأخيرة من الحمل ولم يمكنها المجيء. لم يكن سيأتي بها للاعتماد عليها في هذا الأمر. لا يتذكر الرجال هذه الأشياء جيدا. لم يطلب إلا القائمة بحيث يبدو الأمر كما لو كان يتابع كل شيء وحتى لا يحاول أحد أن يخدعه. أو يخدع أباه.
كانت هناك أشياء ستأخذها كارين، ولم يكن أحد ليسألها من أين جاءت بها. لم يكن أحد ليذهب إلى منزلها؛ طبق عليه نقوش على هيئة شجر الصفصاف، الستائر المزدانة بالزهور ذات اللونين الأزرق والرمادي، دورق صغير، كنز من زجاج ياقوتي اللون وغطاء من الفضة، قطعة قماش بيضاء من الحرير، مفرش مائدة كانت قد قامت بكيه حتى صار يلمع مثل حقل ثلجي متجمد، والمناشف الضخمة المصاحبة له. كان المفرش ثقيلا جدا، وكانت المناشف تتدلى من كئوس الخمر مثل الزنابق، إذا كان ثمة كئوس خمر لديك. كبداية فقط، أخذت إلى المنزل ست ملاعق فضية في جيب معطفها. تعرف كيف يجب ألا تبدو الأشياء ناقصة بما يكفي بحيث لا تأخذ أي شيء من طاقم الشاي الفضي أو الأطباق الجيدة. لكن خطف بصرها بعض أطباق الحلوى الزجاجية الوردية، ذات النقوش التي على هيئة سيقان نباتات طويلة. ترى أن منزلها قد تغير كثيرا، مع وجود هذه الأشياء به. الأكثر من ذلك، تستطيع أن تشعر بالهدوء والسرور اللذين تشعهما هذه الأشياء في المكان. بجلوسها في غرفة بها أشياء رائعة على هذا النحو، لن تحتاج إلى الخروج منها. لن تحتاج إلى التفكير في برنت، وفي طرق للانتقام منه. يستطيع أي شخص يجلس في غرفة كهذه أن يطرد، بل يطرح أي أحد أرضا يحاول أن يتطفل عليه. «هل كنت تريدين شيئا؟»
في يوم الإثنين في الأسبوع الأخير لأوستن - كان من المفترض أن يسافر إلى هاواي يوم السبت - بدأت أول عاصفة كبيرة في الشتاء. هبت الرياح من الغرب، فوق البحيرة؛ كانت الثلوج تسقط بقوة ليلا ونهارا. كانت المدارس مغلقة يومي الاثنين والثلاثاء؛ لذا لم يكن على كارين أن تعمل منظمة مرور. لكنها لم تستطع تحمل البقاء في المنزل؛ لبست معطفها الصوفي الثقيل ولفت رأسها ونصف وجهها بوشاح من الصوف وخاضت في صعوبة بالغة في الشوارع الممتلئة بالثلوج إلى منزل القس.
المنزل بارد، الرياح تهب بقوة حول الأبواب والنوافذ. في خزانة المطبخ بطول الحائط الغربي، تبدو الأطباق مثل الثلج. أوستن مرتد ملابسه لكنه يرقد على أريكة غرفة المعيشة، ملفوفا في ألحفة وأغطية مختلفة. لا يقرأ أو يشاهد التليفزيون أو ينعس، بقدر ما تستطيع أن ترى، لا يفعل إلا الحملقة. تصنع له قدحا من القهوة السريعة.
تقول: «هل تظن أن هذا الجو سيتحسن بحلول يوم السبت؟» لديها شعور أنه إذا لم يذهب يوم السبت، فربما لا يذهب على الإطلاق. ربما يجري إلغاء الأمر برمته، وربما ترتبك جميع الخطط.
يقول: «سيتوقف كل ذلك في الوقت المناسب ... لست قلقا.»
مات طفل كارين في عاصفة ثلجية. ففي فترة ما بعد الظهيرة، عندما كان برنت يشرب مع صديقه روب ويشاهد التليفزيون، قالت كارين إن الطفل مريض، وكانت في حاجة إلى مال لتستقل سيارة أجرة لتذهب به إلى المستشفى. نهرها برنت، فقد كان يظن أنها تحاول أن تضايقه فقط. وكانت إلى حد ما تفعل ذلك؛ كان الطفل قد تقيأ مرة، وكان يئن، ولم يكن ساخنا جدا. ثم، قرابة وقت العشاء، عند خروج روب، ذهب برنت ليأخذ الطفل ويلعب معه، ناسيا أنه كان مريضا. صرخ في كارين قائلا: «الطفل مثل الفحمة المشتعلة!» وأراد أن يعرف لماذا لم تحضر الطبيب، لماذا لم تصطحب الطفل إلى المستشفى. قالت كارين: «أتسألني لماذا؟!» ثم بدآ في الشجار. قالت كارين: «قلت إنه ليست هناك حاجة ملحة لذهابه ... حسنا، هو ليس في حاجة إلى الذهاب إلى الطبيب.» هاتف برنت شركة سيارات الأجرة، ولم تكن سيارات الأجرة ستخرج بسبب العاصفة، التي لم يلاحظها هو أو كارين حتى الآن. هاتف برنت المستشفى وسألهم ماذا يفعل، وقالوا إنه يمكنه أن يقلل من درجة حرارة الحمى عن طريق لف الطفل في مناشف مبللة. هكذا فعلا، وبحلول منتصف الليل كانت العاصفة قد هدأت، وكانت كاسحات الثلج في الشوارع، فذهبا بالطفل إلى المستشفى، لكنه مات. ربما كان سيموت مهما كانا سيفعلان؛ كان يعاني من الالتهاب السحائي. حتى إذا كان طفل صغير محل اهتمام عظيم في منزل لا يعاقر الأب فيه الخمر ولا يتشاجر الأب والأم، فربما كان سيموت. على الأرجح كان سيموت، على أي حال.
صفحة غير معروفة