يريها بطاقة بريدية في ظهرها صورة للمدينة التي تعيش شيلا فيها. المدينة التي سيعيش فيها في هاواي. ويريها أيضا صورة فوتوغرافية لمنزلها. يوجد في الشارع الرئيسي للمدينة صف من أشجار النخيل في وسطه، ومبان منخفضة بيضاء أو مائلة للون الوردي، وأعمدة إنارة معلق بها سلال زهور تفيض بما فيها، وتعلو كل ذلك سماء ذات لون فيروزي داكن حيث كتب اسم المدينة - اسم بلغة هاواي لا يمكن بأي حال من الأحوال نطقه أو تذكره - بأحرف متدفقة على شريط من الحرير. بدا الاسم الطافي في السماء ممكنا ككل شيء متعلق بالمدينة. بالنسبة إلى المنزل، لا يكاد المرء يراه على الإطلاق؛ مجرد بلكونة صغيرة وسط أشجار وأجمات مزهرة حمراء ووردية وذهبية. كان الشاطئ يمتد أمام المنزل، وكانت رماله نقية ذات لون كريمي والأمواج البراقة مثل الجواهر تتكسر عليه. وهناك ربما سيسير أوستن كوبت مع شيلا الودودة. لا عجب أنه بحاجة لشراء ملابس جديدة. •••
يريد أوستن من كارين أن تخلي المنزل. حتى كتبه، الآلة الكاتبة القديمة، صور زوجته وأولاده. يعيش ابنه في دنفر، وابنته في مونتريال. كتب إليهما، وتحدث إليهما عبر الهاتف، وطلب منهما أن يأخذا أي شيء يريدانه. يريد ابنه أن يأخذ أثاث غرفة الطعام، الذي ستنقله شاحنة نقل أثاث الأسبوع القادم. قالت ابنته إنها لا تريد شيئا. (تعتقد كارين أنها لا تزال تفكر؛ يريد الناس دوما «شيئا» ما.) كل الأثاث، الكتب، الصور، الستائر، البسط، الأطباق، القدور، الأواني ستعرض في مزاد تقوم به شركة أوكشن بارن. سيجري بيع سيارة أوستن بالمزاد أيضا، فضلا عن آلة جز الحشائش الكهربية وآلة إزاحة الثلج التي أعطاه إياها ابنه في الكريسماس الماضي. ستباع هذه الأشياء بعد رحيل أوستن إلى هاواي ، وستذهب حصيلة عملية البيع إلى دار علاج لعازر. كان أوستن قد أنشأ هذه الدار عندما كان لا يزال قسا. لم يطلق عليها ذلك الاسم. أطلق عليها دار الإصلاح. لكن قرروا الآن - قرر برنت دوبري - أن من الأفضل اختيار اسم ديني أكثر، مسيحي أكثر.
في البداية، كان أوستن سيعطيهم جميع هذه الأشياء كي تستفيد منها الدار. ثم، حدث نفسه أنه من اللائق أكثر أن يعطيهم الأموال، ويدعهم ينفقونها حسب ما يرونه مناسبا؛ يشترون أشياء يرغبون فيها، بدلا من استخدام أطباق زوجته والجلوس على أريكة زوجته المكسوة بقماش قطني منقوش.
تقول له كارين: «ماذا إذا أخذوا المال واشتروا به تذاكر يانصيب؟ ... ألا تظن أن المال سيمثل إغراء كبيرا لهم؟»
يقول أوستن، في ابتسامة صغيرة، تثير الغيظ: «في كل خطوة نخطوها في الحياة إغراءات ... ماذا إذا فازوا باليانصيب؟» «برنت دوبري ثعبان.»
سيطر برنت على إدارة دار علاج لعازر بالكامل، التي كانت قد أسسها أوستن. كانت مكانا مخصصا لإقامة الأشخاص الذين كانوا يرغبون في التوقف عن شرب الخمر أو تغيير نمط أي حياة كانوا يعيشونها. حاليا، حدثت تحولات كبيرة بالمكان؛ حيث تقام فيه جلسات طوال الليل للصلاة والغناء والشكوى والاعتراف. هكذا وضع برنت يديه على المكان؛ بأن صار يبدو أكثر تدينا من أوستن. جعل أوستن برنت يتوقف عن شرب الخمر؛ أخذ يجرجر برنت شيئا فشيئا حتى أخرجه من الحياة التي كان يحياها، وقاده إلى حياة جديدة في إدارة هذه الدار من خلال أموال توفرها الكنيسة، الحكومة ... إلخ، وارتكب خطأ كبيرا - أقصد أوستن - بأن اعتقد أنه استطاع إخراج برنت مما كان فيه إلى الأبد. بمجرد دخول برنت في طريق الصلاح، بدأ في محاولة إقصاء أوستن؛ استطاع برنت أن يتجاوز طريقة أوستن الحذرة، الهادئة في تعليم الدين في وقت قصير، ويعزل أوستن عن الناس في كنيسته، الذين أرادوا نوعا آخر من المسيحية، أكثر تزمتا وتطرفا. جرى إقصاء أوستن عن إدارة دار علاج لعازر ومنصبه بالكنيسة تقريبا في نفس الوقت، واستطاع برنت أن يهيمن على القس الجديد دون أية صعوبة. وبالرغم من هذا - أو بسبب هذا - يريد أوستن أن يمنح دار علاج لعازر المال.
يقول: «من ذا الذي يستطيع أن يقول إن طريقة برنت ليست أقرب إلى الرب من طريقتي؟»
تقول كارين الآن كل ما تريده لأي أحد. تقول لأوستن: «لا تجعلني أتقيأ.»
يقول أوستن إنها يجب أن تحسب جيدا الوقت الذي قضته في ترتيب الأشياء بالمنزل، بحيث يدفع لها مقابل كل ما قامت به، وكذلك عليها أن تخبره إذا كانت ترغب في أي شيء بالمنزل ليرى إذا كان يستطيع منحه إياها.
يقول: «في إطار المعقول ... إذا قلت أود أن آخذ السيارة أو آلة إزاحة الثلج، فأظن أنني سأكون مضطرا أن أرفض؛ لأن هذا سيكون بمثابة إنقاص للمال الذي سأتبرع به لدار علاج لعازر. ماذا عن المكنسة الكهربائية؟»
صفحة غير معروفة