كانت هازل نفسها شقراء عندما التقاها جاك للمرة الأولى، وإن لم تكن طائشة. كانت خجولة ومحتشمة جدا وذكية. استطاع جاك التغلب بسهولة على الخجل والاحتشام الشديد، ولم يكن يشعر بالغضب مثلما كان معظم الرجال يشعرون، آنذاك، حيال ذكائها. لم يكن يأخذ الأمر بمحمل الجد.
عاد الرجل الآن حاملا صينية. كان هناك كأسا ويسكي ودورق مياه على الصينية.
قدم إلى هازل شرابها وتناول الآخر. جلس إلى المقعد المقابل لها.
إذن، ليس هذا هو النادل. كان رجلا غريبا جلب لها كأسا. بدأت تتذمر.
قالت: «دققت الجرس ... ظننتك أتيت لأني دققت الجرس.»
قال في رضا: «هذا الجرس بلا فائدة ... أخبرتني أنطوانيت أنها جعلتك تجلسين هنا، لذا فكرت في أن آتي وأسأل إذا ما كنت تشعرين بالعطش.»
أنطوانيت.
قالت هازل: «أنطوانيت! أليست هذه هي السيدة التي كنت أتحدث إليها بعد الظهيرة؟» شعرت بهبوط يسري داخلها. قلبها، معدتها، شجاعتها، أيما كان ذلك الذي تشعر بهبوط فيه.
قال: «أنطوانيت. نعم هي.» «وهل هي مديرة الفندق؟» «هي مالكة الفندق.»
كانت المشكلة عكس ما توقعتها. لم يكن الأمر أن الناس كانوا قد انتقلوا بعيدا، وأن المباني اختفت ولم يبق لها أثر. العكس تماما. كان أول شخص تتحدث إليه فيما بعد الظهيرة هو أنطوانيت.
صفحة غير معروفة