كان رفيقها رجلا وسيما يكبرها بنحو عشرة أعوام، كان شعره خفيفا وداكن اللون، وكان له شارب مخطوط وتعبير وجه غير ودود، مريب، متحد بعض الشيء. كان طويلا جدا، وكان يميل نحو ماتيلدا، لافا ذراعه حول وسطها، أثناء سيرهما في الشوارع. كانا يسيران في الشوارع كثيرا لأن السيدة كاربانكل كانت تكرهه بشدة ولم تكن تدعه يأتي إلى المنزل. في البداية، لم يكن لديه سيارة، لاحقا، امتلك واحدة. كان يقال إنه كان طيارا أو نادلا في مطعم فاخر، ولم يكن معروفا أين التقته ماتيلدا. عندما كانا يسيران، كانت ذراعه في حقيقة الأمر أسفل وسط ماتيلدا، كانت أصابعه الطويلة مستقرة على عظم وركها. بدا لجوان أن هذه اليد الجريئة المستقرة لها علاقة بالتعبير الكئيب والمتحدي المرتسم على وجهه.
لكن قبل ذلك، قبل أن تحصل ماتيلدا على وظيفة أو تقص شعرها، حدث شيء أظهر لجوان - التي كانت آنذاك ما زالت معجبة بشدة بماتيلدا - جانبا أو أثرا من جمال ماتيلدا لم تره من قبل. كانت ترى أن هذا الجمال كان يميزها - في لوجان، على أي حال - مثلما تميز الإعاقة الجسدية أو الإعاقة في الحديث صاحبها. كان الجمال يعزلها - ربما بدرجة أكبر - من عاهة خفيفة؛ حيث إنه قد يجري النظر إليه باعتباره تبكيتا. بعد إدراكها ذلك، لم يكن مدهشا جدا بالنسبة إلى جوان، على الرغم من أنه كان محبطا، أن ترى ماتيلدا تفعل كل ما في وسعها للتخلص من هذا الجمال أو إخفائه بأسرع مما تستطيع. •••
لا تخلع أبدا السيدة باتلر - السيدة كاربانكل - التي تغزو مطبخهم مثلما تفعل كثيرا، معطفها الأسود، وقبعتها القطيفة متعددة الألوان. تقول أمهما: حتى تتمسكان بالأمل، أمل أنها على وشك الرحيل، أنكما على وشك التحرر منها في أقل من ثلاث ساعات. أيضا، حتى تغطي أي رداء مريع كانت ترتديه تحت المعطف. ولأنها ترتدي هذا المعطف، ولا تمانع في ارتدائه طوال أيام السنة، لم يكن عليها تغيير ردائها، تفوح رائحة منها، رائحة مشبعة بالكافور، رائحة مكتومة.
تصل وهي في منتصف حديث، يتدافع الكلام على لسانها بقوة، حول شيء حدث لها، شخص ما أغضبها غضبا هائلا، كما لو كان المرء يعرف عن يقين عما أو عمن تتحدث. كان الأمر يبدو كما لو كانت حياتها بأسرها في نشرة الأخبار ولم يسعك أن تلحق بالخبرين الأخيرين. جوان شغوفة دوما بالاستماع إلى نصف الساعة الأولى أو ما يقرب من ذلك من هذه الأخبار، أو هذا الخطاب المسهب، خاصة من خارج الغرفة، بحيث تستطيع الانسحاب عندما يكون الكلام الذي تقوله السيدة كاربانكل مكررا. وإذا حاولت أن تنسحب من مكان تستطيع السيدة كاربانكل رؤيتك فيه، فستسأل بالأحرى في سخرية: إلى أين أنت ذاهب في عجلة هكذا؟ أو ربما تتهمك أنك لا تصدقها.
تفعل جوان ذلك بالاستماع من غرفة الطعام، بينما تتظاهر بأنها تتدرب على عزف مقطوعة موسيقية على البيانو لحفلة الكريسماس في المدرسة. جوان في عامها الأخير من المدرسة الابتدائية الحكومية، وماتيلدا في عامها الأخير في المدرسة الثانوية. (سيترك موريس المدرسة، بعد الكريسماس، لتولي شئون مخزن الأخشاب.) إنه صباح يوم السبت في منتصف ديسمبر: سماء رمادية وطقس شديد البرودة. يقام الليلة حفل الكريسماس الراقص للمدرسة الثانوية، الحفل الرسمي الوحيد في السنة، الذي سيعقد في المستودع العسكري للمدينة.
كان مدير المدرسة الثانوية في القائمة السوداء للسيدة كاربانكل، هو رجل عادي يدعى آرتشيبولد مور، ويطلق طلابه عليه آرتشي بولز، أو آرتشي بولز مور، أو آرتشي مور بولز. تقول السيدة كاربانكل إنه لا يصلح مديرا للمدرسة. تقول إنه يتلقى رشاوى ويعرف الجميع ذلك؛ لا يتخرج أحد من المدرسة الثانوية إلا إذا أعطاه مالا.
تقول أم جوان: «لكن أوراق الاختبار تصحح في تورونتو»، كما لو كانت مندهشة فعلا. لفترة من الوقت، تستمتع بمحاولة جعل السيدة كاربانكل تسترسل في الحديث، من خلال بعض الاعتراضات والاستفسارات البسيطة.
تقول السيدة كاربانكل: «متآمرون معه ... هم أيضا.» تمضي تقول لو لم يكن الأمر يسير على هذا النحو من الرشوة، لم يكن هو نفسه ليتخرج من المدرسة الثانوية من الأساس. إنه غبي جدا، جاهل، لا يستطيع حل المسائل الرياضية على السبورة أو ترجمة النصوص اللاتينية. يجب أن يكون لديه كتاب به الكلمات اللاتينية والكلمات الإنجليزية المقابلة لها. أيضا، منذ سنوات قليلة مضت، جعل فتاة حبلى.
قالت والدة جوان، على نحو متكلف: «عجبا، لم أسمع بذلك قط!» «عتم على الأمر. كان عليه أن يدفع مقابل ذلك.» «هل كلفه ذلك كل الأموال التي جمعها من خلال الاختبارات؟» «كان يجب جلده بالسوط.»
تعزف جوان على البيانو في رقة - تعزف مقطوعتها المفضلة والصعبة جدا «المسيح، حبور شوق الإنسان» - حيث إنها تأمل في أن تسمع اسم الفتاة، أو ربما كيف جرى التخلص من الطفل. (في إحدى المرات، تحدثت السيدة كاربانكل عن الطريقة التي يتخلص بها أحد الأطباء في المدينة من الأطفال التي تولد نتاج نزواته الجنسية.) لكن يبدو أن السيدة كاربانكل تقترب من الإفصاح عن سبب تذمرها من مدير المدرسة، وهو ما يبدو شيئا يتعلق بحفل الرقص. لم ينظم آرتشيبولد مور الحفل الراقص كما ينبغي، كان يجب عليه أن يجعل جميع المشاركين يسحبون في قرعة أسماء شركائهم في الرقص، أو ربما كان يجب عليه أن يجعل الجميع بلا شركاء في الرقص، هذه أو تلك. على هذا النحو، تستطيع ماتيلدا الذهاب، ليس لماتيلدا شريك في الرقص - لم يطلب أحد الأولاد مراقصتها - وتقول إنها لن تذهب للحفل وحدها دون شريك. تقول السيدة كاربانكل إنها ستذهب للحفل، تقول إنها ستجعلها تفعل ذلك، سبب ذلك أن فستانها باهظ الثمن جدا، تعدد السيدة كاربانكل الأشياء التي اشترتها في هذا الشأن: الأربطة، التافتاة، الترتر، الشريط في منطقة صدر الفستان (الفستان بدون حمالات)، السوستة التي يبلغ طولها اثنتين وعشرين بوصة. صنعت هذا الفستان بنفسها، في ساعات عمل طويلة، وارتدته ماتيلدا مرة واحدة، ارتدته الليلة الماضية في مسرحية المدرسة الثانوية على المسرح في مقر مجلس المدينة، وهذا كل ما في الأمر. تقول إنها لن ترتديه هذه الليلة؛ لن تذهب لحفل الرقص لأن أحدا لم يدعها للرقص. هذا خطأ آرتشيبولد مور المحتال، الزاني، الجاهل.
صفحة غير معروفة