الصداقة والصديق

التوحيدي ت. 414 هجري
85

الصداقة والصديق

محقق

الدكتور إبراهيم الكيلاني

الناشر

دار الفكر المعاصر - بيروت - لبنان

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٩هـ - ١٩٩٨ م

مكان النشر

دار الفكر - دمشق - سورية

أخلائه له حتى يحبوا ما أحبل، ويكرهوا ما كره، وحتى لا يرى منهم زللًا ولا خللًا. بعث النضر بن الحارث إلى صديق له بعبادان نعلين مخصوفتين وكتب إليه: إني بعثت بهما إليك، وأنا أعلم أنك عنهما غني، لكني أحببت أن تعلم أنك مني على بال والسلام. فأجابه: ما أنا بغني عن برك الذي يحثني على شكرك، ويخرطني في سلكك، ويزيدني بصيرة بزيادة الله عندك ومحبتك لأن أعلم أني منك على بال لأن يقيني بذلك راسخ، وحمدي عليه غاد ورائح، لاعدمتك لي أخًا بارًا، ولا عدمتني لك قائلًا سارًا. وقال الشاعر: تكثر من الإخوان ما استطعت إنهم ... كنوز إذا ما استنجدوا وظهور وما بكثير ألف خل وصاحب ... وإن عد منهم واحد لكثير وقيل: لو تكاشفتم ما تدافنتم. قال أبو غسان غناة بن كليب: اجتمعت أنا ومحمد بن النضر الحارثي وعبد الله بن المبارك، والفضييل ورجل آخر فصنعت لهم طعامًا فلم يخالف

1 / 113