الصداقة والصديق

التوحيدي ت. 414 هجري
114

الصداقة والصديق

محقق

الدكتور إبراهيم الكيلاني

الناشر

دار الفكر المعاصر - بيروت - لبنان

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٩هـ - ١٩٩٨ م

مكان النشر

دار الفكر - دمشق - سورية

وسمعت أبا دلف الخزرجي يقول: أنا أستجفي الشاعر الذي يقول: والله لا كنت في حسابي ... إلا إذا كنت في حسابك فإن تزرني أزرك أو إن ... تقف ببابي أقف ببابك وكان يقول: ما هذه الغلظة والفظاظة، وما هذه المكايسة والمصادقة، أفليس لو قابلك صاحبك بمثل هذا الأمر وقف الأمر بينكما، وانتكث حبل المودة عنكما، ودبت الشحناء في طي حالكما. وكتب أبو النفيس إلى صاحب له كان يغشاه كثيرًا، ويباثه طويلًا: بسم الله الرحمن الرحيم ليس ينبغي - أبقاك الله - أن تغضب على صديقك، إذا نصح لك في جليلك ودقيقك، بل الأقمن بك، والأخلق لك أن تتقبل ما يقوله، وتبدي البشاشة في وجهه، وتشكره عليه حتى يزيدك في كل حال ما يجملك، ويكبت عدوك، والصديق اليوم قليل، والنصح أقل، ولن يرتبط الصديق إذا وجد بمثل الثقة به، والأخذ بهديه، والمصير إلى رأيه، والكون معه في سرائه وضرائه، فمتى ظفرت بهذا الموصوف فاعلم بأن جدك قد سعد، ونجمك قد صعد، وعدوك قد بعد والسلام. شاعر:

1 / 142