أدب وسياسة
قال أنوشروان لا ينبغي للملك أن يتتبع زلات رعيته قال أبو الحسن ليس المعنى فيه أن لا يقصد إلى معرفتها ولكن المعنى أن لا يقصدهم بالعقوبة فيها إذا كانت مما يجوز تسويغها واحتمالها وذلك بأن لا تكون موبقا للدين ول مؤثر في المملكة وقال بعض الملوك لولده إرض من رعيتك بالميسور وتجاف عن زلات أيديها وسقطات ألسنتها فيما لا يبكي في ملكك
تفصيل ما ينبغي للملك أن يتولاه مما لا ينبغي له أن يتولاه
قال أرسطوطيلس الأمر أمران كبير لا يجوز لك أن تكله إلى غيرك وصغير لا يجوز لك أن تباشره بنفسك وقال أفلاطن لا ينبغي للملك أن يتولى شيئا من الأمور الرذلة بنفسه والأمور الرذلة أمران أمر يكون حسن المبتدأ رديء العاقبة وأمر يكون حسن العاقبة رديء المبتدأ قال ولا ينبغي للملك أن يتولى بنفسه الرديء وقال علي للأشتر اعلم بأن من الأمور أمورا لا بد لك من مباشرتها منها إصدار حاجات الناس في قصصهم منها معرفة ما يرد إلى بيت المال ويخرج منه ومنها إجابة العمال فيما لا يجوز أن يستكفي فيه الكتاب
فيما يجب أن يعامل به الرئيس نظيره إذا دخل إليه
قال ابن المقفع الواجب على الملك إذا دخل إليه من يساويه في المنزلة أن يقوم له ويخطو خطا بين يديه وأن يجلسه في مجلسه ويجلس دونه وإذا نهض قام له وخطا خطا بين يديه وأمر حشمه بالسعي بين يديه وأن يركبوه بحيث يراه
في جلوس الملك للعامة أن كيف وبأي مقدار
وقال أرسطوطيلس للإسكندر اجلس للعامة في فصلى السنة ولا تجلس بغير سلاح ولا يكونن على أحد ممن يكون على رأسك سلاح وإذا جلست فاقض حوائج الداخلين إليك وقدم مجلس أهل الفضل وقال وينبغي أن تأخذ وؤساء المدن بتسهيل سبل الناس في الوصول إليهم وفي اقتضاء حوائجهم وقضائها لهم وقال علي للأشتر لا يطولن حجابك فيقل علمك بأمور رعيتك وقال سابور بن أردشير لابنه هرمز وينبغي أن تجلس للعامة في كل شهر مجلسا ينتصف فيه المظلوم من الظالم وقد قيل بأن الأكاسرة كانت تجلس في كل سنة مرتين فقط وكانت تأمر بأن ينادي من قبل جلوسها ألا إن الملك يريد أن يجلس في يوم كذا وكان إذا جلس أمر بأن ينادى أول من له على الملك دعوى أو مظلمة فإذا دخل المدعي عليه نحى تاج الملك وجاء فجثا بين يدي الموبذ وحاكم وكان أمرهم هلى هذا إلى أن ملك يزد جرد فامتنع من التحاكم وقال ليس للرعية أن ينتصف من الملوك فبينا هو في إيوان له إذ دخل فرس ملتجم مسرج فرمحه وقتله
كيف ينبغي للملك أن يقسط أيام حياته
قال أفلاطن ينبغي للملك أن يقسط أيام حياته أربعة أقساط قسط للنظر في كتب الحكمة وفي أحكام الناموس وقسط فيما يصلح أحوال الأغنياء وقسط في تنفيذ ذلك وفي إقامة الفضائل قال ولا ينبغي للملك أن يدخل وقتا في وقت وروي بأن الإسكندر كان جعل يوما لأهله ويوما لراحته وأنسه وكان الصيد أكثر أنسه وكان جعل يوما لدرس الحكمة ويوما للفكر في صلاح أمور العامة ويوما للفكر في صلاح أمور الخاصة ويوما للفكر في أمور الأعداء
صفحة غير معروفة