قال أرسطوطيلس كل صناعة وكل مذهب وكل فعل وكل اختيار فقد يظن بأنه يقصد فيه إلى خير ما وما أجود ما حدوا الخير إذ قالوا بأنه المقصود إليه من كل شيء قال والمقصودات من الأشياء مختلفة وذلك أن منها ما هو فعل ومنها ما هو انفعال
التفسير وفيه بيان الصناعة والمذهب والبدعة والهوى
أقول الصناعة هيئة للبدن والنفس نطقية وعملية والمذهب هيئة للنفس فعلية نطقية وأقول الصناعة تقتضي مصنوعا حسيا وأما المذهب فإنه يقتضي مفعولا وهميا والصنعة تكتسب بالخيرات الخارجة أما المذهب فإنه يكتسب بالخيرات البدنية والنفسية والصانع يعمل في غير المنتفس وأما صاحب المذهب فإنه يعمل في المنتفس وأقول المذهب يؤدي إلى الخير من أطاعه وسلك طريقته وكذلك الصنعة وأما البدعة فإنها توهم الخير ولا تؤدي إليه وذلك لأنها تسلك على غير المسلك وأما الهواء فإنما تجر إلى اللذة ولكنها كثيرا ما تستبطئه وتساريه حتى تخفى على صاحبها مرادها تفسير وقوله وكل فعل وكل اختيار يوهم بأن الإختيار ليس بفعل وليس كذلك فإن الإختيار فعل فكري ولذلك فصل وأقول الفعل قد يكون إلى الصناعة وإلى المذهب وذلك حين يريد اقتناءهما وقد يكون عن الصناعة وعن المذهب وذلك من بعد أن يقتنيهماتفسير قوله المقصود اليه من كل شيء أقول الشيء المقصود هو عين الشيء المقصود إليه من الشيء المقصود وهو إنما يريد ههنا ما يقصد إليه من الشيء المقصود إذ كان ذلك أولى بمعنى الخير والذي يقصد إليه من الأشياء المفارقة فعل أو انفعال وكذلك قال والمقصودات من الأشياء مختلفة وذلك أن منها ما هو فعل ومنها ما هو انفعال وقال في موضع آخر الخير هو المقصود إليه من كل شيء وهو التمام من كل فعل وهمة قال أبو الحسن يريد بالتمام الغرض فإنه المقصود إليه بالفعل وهذا التحزير يوهم أنه بمعنى الأول وهو هو وليس به أما هو هو فلأنه قال ثم [انه المقصود إليه من كل شيء ] وههنا قال الخير هو المقصود إليه من كل شيء وأما ليس به فمن أجل أنه جعل المضصود إليه من الأشياء الفعل والإنفعال ثم وجعل المقصود إليه من الأشياء ههنا ما يراد بالفعل وبالإنفعال
حد آخر
قال أرسطوطيلس الخير هو الذي يتشوق إليه الكل من ذوي الحس والفهم قال أبو الحسن يريد بالفهم النطق الخارج الى الفعل وذلك هو العلم وقد قال في موضع آخر إنما توجد الأشياء ما هي وكيف هي بالعلم ولذلك حد الخير فقال بأنه الذي يتشوق اليه الكل من ذوي الحس والفهم فقد يتبين بما قدم بأنه إنما يريد بالفهم العلم
في الخير والشرير
قال أفلاطن الخير من ملك نفسه الشرير من ملكته نفسه وأقول الخير هو الذي اقتنى الخير الذي هو بالحقيقة خير ولا سبيل الى اقتناء ذلك الخير لمن ملكته نفسه فلذلك قال بأن الخير هو من ملك نفسه قال أفلاطن و أقول ان لذات النشوء تجذب الى اللذات وان كانت ضارة وسمجة والعقل يمنع منها فمن غلبته أخلاق النشوء وخذل العقل فإنه شرير ومملوك لشهواته ومغلوب من ذاته قال ومن انجذب الى ناحية العقل وغلب أخلاق النشوء فإنه خير وفاضل وحر وقد ملك نفسه
في الفرق بين النافع واللذيذ
اللذيذ هو الملايم للطبع وأكثر النافعات مؤذية والنافع هو الذي يكون مؤديا إلى الخير اواللذيذ وأكثر اللذات ضارة
في الساذج والسليم
صفحة غير معروفة