قال أرسطوطيلس الغضب هو تحزن من الإستهانة أو بمن يتصل به أو بما يتصل به مع التشوق إلى الإنتقام قال وفي هذا أيضا توسط وإفراط ونقصان والتوسط هو المحمود في ذلك بأن يكون فيما ينبغي وبقدر ما ينبغي وعلى الوجه الذي ينبغي قال وليس يهون تحديد كل ما يجب الغضب فيه ولا تحديد أن كيف ينبغي أن يغضب وعلى من وبأي مقدار لأن هذه أمور جزئية ولا يمكن تمييزها إلا بالحس قال ولكنا نقول الصبر على سماع الشتيمة وترك الغضب للأصدقاء وللقرابة من أخلاق العبيد قال ومن الإفراط أن يغضب في كل شيء وعلى كل أحد وذلك أيضا من مهانة النفس لأن الغضب على من لا يكون أهلا للمبالاة به يكون من صغر النفس وكذلك الإنزعاج لما يهون أمره والتحزن منه إنما يكون من حقارة النفس ومن الإفراط الغضب من المزاح ومن اللهو ومنه أن يغضب على من يراد به بذلك ومن الإفراط الغضب على من لا يقصد إلى الجناية لكن وقع فيها الخطأ
في دلائل الإستهانة
قال أرسطوطيلس ودلائل الإستهانة العيب والشتيمة والرد في الحاجة والإستخفاف بالحالة التي يكون الإنسان فيها كالمرض أو الفقر والغنى أو العز أو الذل قال ومن الدلائل عليها نسيان الإسم وترك النصرة والتنقص قال وإنما يستهان بما ليس بشيء أو هو يسير جدا وذلك أن الشرور مستوجبة للعناية بها
في الجنايات التي يجب أن يخف فيها الغضب
قال أرسطوطيلس وقد يجب أن يخف الغضب على من فعل ما لا ينبغي من أجل الغضب قال وذلك من قبل أنه يدل على أنه لم يفعل ما فعله من أجل الإستصغار قال وقد يخف عمن يخافه الإنسان وإن تحقق بأنه قد استهانه لأنه لا يتشوق إلى الإنتقام منه
في الغضب من كلام غيره من الحكماء
قال أفلاطن الغضب سورة من سورات الشهوة وله أيضا الغضب سكر النفس وقال أوفيوس الغضب هو مرض النفس قال ومن نازع بالغضب فقد مكن خصمه من مصرعه وقال الكندي الغضب إنما هو غليان الدم إرادة الإنتقام قال والغليان إنما يكون من الحرارة والحرارة إنما يتولد من الحركة قال وهو في أول أمره كالشررة نارا قال وقال أفلاطن وإن الناموس يأمر بالسكون وبالسكوت عند الغضب قال والسبب الولد له إعجاب المرء بنفسه وزهوه وكبره وقال أفلاطن المعجب أبدا مغضب قال والأسباب المحركة له المزاح والمضاحكة الملاحة وقال من رضي بالمساواة لم يغضب ولم يغضب
في الفرق بين التأديب وبين الأخذ بالثأر
قال أرسطوطيلس التأديب إنما يكون من ظالم ليرتدع من الشر ويتركه قال والفاعل يتفجع بما ينال المفعول به من الألم إذا أدبه قال والآخذ بالثأر يلتذ بما ينال المعاقب من ألم العقوبة قال وليس يفعل ما يفعله من أجل إصلاحه لكن من أجل الإضرار به ولذلك يلتذ بما يناله من الضر ومن الألم
في الحلم
صفحة غير معروفة