87

سعادة مفرطة

تصانيف

ما إن دخلت في الترتيبات حتى تساقط الجميع من حولها، بالطبع، إلا المجرب منهم والموثوق فيه. أرخص تابوت إلى الأرض على الفور، لا طقوس من أي نوع. قال الحانوتي إن هذا ربما كان مخالفا للقانون، لكن الحقائق واضحة أمام ريتش وأمامها. لقد حصلا على المعلومات منذ عام تقريبا حين أصبح تشخيصها نهائيا. - «كيف كان لي أن أعرف أنه سوف يسرق لحظتي؟»

لم يتوقع الناس مراسم جنازة تقليدية، لكنهم تطلعوا إلى حدث معاصر. الاحتفاء بالحياة، عزف موسيقاه المفضلة، تشبيك الأيدي، حكي القصص التي تمدح ريتش مع مس خفيف لغرائبه وعيوبه المغفورة.

الأشياء التي قال ريتش إنها تجعله يتقيأ.

هكذا تم التعامل مع الأمر فورا، وذاب الحماس والدفء الواسع حول نيتا، على الرغم من أن بعض الناس، كما تعتقد، لا يزالون يقولون إنهم يشعرون بالقلق عليها. لم تقل فيرجي وكارول هذا. قالتا إنها ستكون كلبة ملعونة أنانية لو أنها كانت تفكر في توقيف الماكينة، أسرع مما هو لازم. قالتا إنهما ستحضران لتنعشاها بالجراي جوس.

قالت إنها لا تفكر في هذا، على الرغم من منطقيته.

كان سرطانها خامدا في الوقت الحالي؛ أيا كان معنى هذا حقا فلا يعني أنه «يتراجع»، ليس للأبد على أية حال. كان كبدها هو المسرح الرئيس للعمليات، وما دامت تلتزم بمقدار قليل من الطعام، فهو لا يشتكي. يحبط أصدقاؤها حين تذكرهم فقط أنها لا تستطيع أن تشرب النبيذ أو الفودكا.

حسن من وضعها قليلا الإشعاع الذي أخذته الربيع الماضي. ها هو منتصف الصيف. تعتقد أنها لا تبدو مصفرة جدا الآن؛ لكن قد يعني هذا أنها تعودت عليه.

تنهض مبكرا في الصباح وتغتسل وتلبس أي شيء تطاله يدها، تغير ملابس النوم، وتستحم وتنظف أسنانها، وتمشط شعرها الذي طال بقدر معقول، رماديا حول وجهها وداكنا في الخلف، كما كان من قبل. تضع بعضا من أحمر الشفاه، وتظلل حاجبيها الخفيفين تماما الآن؛ وبدافع احترام طال مدى الحياة للخصر الصغير والردفين المعتدلين، تتفحص الإنجازات التي حققتها في هذا الاتجاه، على الرغم من أنها تعرف أن الكلمة المناسبة الآن لكل أعضائها يمكن أن تكون «هزيل».

تجلس على مقعدها الواسع المعتاد، مع أكوام من الكتب والمجلات المغلفة حولها، ترتشف بحرص من كوب من شاي أعشاب خفيف، بديل قهوتها الآن. في لحظة ما، اعتقدت أنها لا تستطيع أن تحيا بدون قهوة، لكن تبين لها أن ما تحتاج إليه هو الكوب الضخم الدافئ بين يديها الذي يساعدها على التفكير أو أي شيء تمارسه خلال توالي الساعات أو الأيام.

كان هذا بيت ريتش، اشتراه حين كان مع زوجته بيت. لم يكن الهدف منه سوى أن يكون مكانا لقضاء الإجازات الأسبوعية، ويغلق في الشتاء. غرفتا نوم صغيرتان، مطبخ خارجي ملحق، على بعد نصف ميل من القرية، لكن سرعان ما بدأ العمل فيه؛ فتعلم النجارة وبنى جناحا لغرفتي النوم والحمامين، وجناحا آخر لمكتبه، وحول البيت الأصلي إلى غرفة معيشة/غرفة طعام/مطبخ، مفتوحة كلها على بعضها. أثار اهتمام بيت ما يفعله؛ قالت إنها لم تفهم في البداية لماذا اشترى مقلب النفاية هذا، لكن طالما أثارت التحسينات العملية اهتمامها، فاشترت مئزر نجارة مشابه. احتاجت إلى شيء تنخرط فيه، بعد أن انتهت من كتاب الطهي الذي شغلها لسنوات ونشرته. لم ينجبا أطفالا.

صفحة غير معروفة