قالت: «إذا كنت تعرفين أي شيء فمن الأفضل أن تخبرينا؛ أي شيء على الإطلاق.»
ثم حين بدأت تنزل السلم، استدارت وقالت في صوت حمل نبرة أقل تهديدا: «هل هناك أي أحد في الكلية كانت على صداقة به؛ أي أحد تعرفينه؟»
قلت: «لا أعتقد.»
رأيت نينا مرتين فقط في الكلية، مرة كانت تعبر الممر السفلي في مبنى الآداب بعجلة بين محاضرتين، ومرة كانت في الكافيتريا. كانت وحيدة في المرتين. لم يكن أمرا غير معتاد أن تكون وحيدا خاصة حين تسرع من محاضرة لأخرى، لكنه كان غريبا قليلا أن تجلس وحدك في الكافيتريا مع كوب من القهوة حوالي الرابعة إلا الربع بعد الظهر حين يكون هذا المكان مهجورا. جلست بابتسامة على وجهها، كأنما تقول كم هي سعيدة ومميزة، أن تكون هنا، كم هي يقظة وجاهزة لتلبية متطلبات هذه الحياة، ما إن تفهم ما هي. •••
بدأ الثلج يتساقط فيما بعد الظهيرة. كان على السيارة التي تقف في الجهة المقابلة من الشارع أن ترحل لتفسح المجال لكاسحة الجليد. حين دخلت الحمام وسمعت خفقان ردائها الكيمونو على مشبكه، شعرت بما كنت أقمعه؛ بخوف حقيقي على نينا. تصورتها، تائهة تنتحب تحت شعرها المرسل، تتجول ضائعة في الثلج في ملابسها الداخلية بدلا من معطفها، على الرغم من أني أدرك أنها أخذت المعطف معها. •••
رن الهاتف بالضبط حين كنت على وشك المغادرة لمحاضرتي الأولى في صباح الإثنين.
قالت نينا بلهجة تحذير متعجلة لكن تشوبها نبرة انتصار: «هذه أنا. اسمعي. من فضلك، هل يمكن أن تقومي لي بخدمة من فضلك؟» - «أين أنت؟ إنهما يبحثان عنك.» - «من؟» - «السيد بورفيس، والسيدة وينر.» - «حسنا، لا يجب أن تخبريهما. لا تخبريهما أي شيء. أنا هنا.» - «أين؟» - «في بيت إرنست.» - «إرنست؟ إيرني؟» - «هش. هل سمعك أحد؟» - «لا.» - «اسمعي، هل يمكن، من فضلك، من فضلك، أن تستقلي الحافلة وتحضري لي بقية أغراضي؟ أحتاج الشامبو. أحتاج الكيمونو. أنا أرتدي رداء الحمام طوال الوقت في بيت إرنست. يجب أن تريني، أبدو مثل كلب بني أشعث عجوز. هل لا تزال السيارة بالخارج؟»
ذهبت ونظرت. - «نعم.» - «حسن إذن، يجب أن تستقلي الحافلة وتتوجهي بها إلى الجامعة كما تفعلين عادة، ثم استقلي الحافلة التي تذهب إلى وسط المدينة. تعرفين من أين تستقلينها، كامبل وهوو، ثم امشي إلى هنا. شارع كارلسيل، 363. تعرفينه، أليس كذلك؟» - «هل إيرني موجود؟» - «لا يا حمقاء. هو في عمله. يجب أن يعيلنا، أليس كذلك؟»
نحن؟ هل يجب على إيرني أن يعيل نينا وأنا؟
كلا، إيرني ونينا، إيرني ونينا.
صفحة غير معروفة