هل علم أن فرصته في التعلم توشك على الانتهاء؟ هل تنخفض قدرته على الرؤية؟ «72 ساعة من السلوك العدواني، وصياح بائس لمدة 5 أيام.» حتى خط الدكتور ساوندرز أصبح غير دقيق وغير واضح، وأذهله فوضى تلك الزيارات الصاخبة. «صراخ طوال النهار، مطلوب إيقافه.»
أخاف من حجرة الانتظار عند الطبيب، بما فيها من أمهات يرتدين ملابس أنيقة وأطفال يتصرفون بشكل جيد. كانوا دائما أناسا طيبين، ولكن عند الدخول مع ووكر وهو يصرخ ويلكم رأسه بعنف، كنت أشعر وكأني أقتحم إحدى الكنائس كفرقة مكونة من رجل واحد عار وإحدى الألعاب النارية موجودة في مؤخرتي وأنا أغني: «نعم! ليس لدينا موز.» «أم باكية.» يدون دكتور ساوندرز ذلك في يوم 29 من شهر ديسمبر من ذلك العام المخيف. «دخول عاجل للرعاية.»
أتذكر ذلك اليوم أيضا. ركبنا السيارة متجهين إلى المنزل عائدين من عند الطبيب ومعنا ووكر، ثم أطعمناه، وحممناه، ولاعبناه حتى نام. سمعت صياحه وهو ينخفض تدريجيا. عادة ما تشعر جوانا بالراحة حين ينام ووكر، ولكن في تلك الليلة جاءت من حجرة نومه إلى الدور السفلي باكية، وتلف ذراعيها حول جسمها.
وقالت: «لقد ذهب ... لقد ذهب ولدي الصغير، أين ذهب؟» ولم نستطع تهدئتها.
لذا، ولعلك قد تفهم السبب، بدأت في صباح اليوم التالي أبحث جديا عن مخرج مما نحن فيه. لم أخبر جوانا، ولكن كان علي أن أجد مكانا يعيش فيه ووكر، مكانا ما خارج بيتنا، لم أكن أدرك أن الأمر سيستغرق سبع سنوات، إنه أكثر الأشياء التي فعلتها في حياتي إيلاما، والألم لم يفارقني نهائيا. ***
على مكتبي في العمل صورة لهايلي تقرأ لووكر، كان هذا في الجزيرة الهادئة التي توجد في الشمال. في الصورة، يرقدان جنبا إلى جنب على السرير، وينظر ووكر في الكتاب الذي في يدي هايلي، وكأنه مأسور بكل كلمة فيه. ولا أدري إن كان يفهم أي مقطع تقوله أم لا، ولكن يمكنه سماع صوتها، ويشعر بسعادة غامرة لكونه معها، ويستحوذ عليه بوضوح حب أخته الكبيرة الذكية. لقد أصبح هو اللحظة، وأصبحت اللحظة ووكر؛ لأنه لا يوجد شيء آخر يكونه. فووكر تجربة في الحياة الإنسانية عاشت في البيئة النادرة للحاضر الحالي، وقليلون جدا من يستمرون على قيد الحياة في تلك البيئة.
تذكرني الصورة بقصيدة ماري جو سولتر التي قرأتها ذات مرة في مجلة:
لا يتذكر أحد منا تلك الأيام
حين كان يعجب بنا الغرباء المارون من أول نظرة
فقط من أجل الحياة، أو من أجل المشي في الشارع.
صفحة غير معروفة