فضلي، فغذوه، أو راجٍ لإحساني، فبشِّروه، أو حسنُ الظن بي، فباسطوه، أو محبٌّ لي، فواظبوه، أو معظِّم لقدري، فعظّموه، أو سائرٌ نحوي عني، فأرشدوه، أو مسيءٌ بعد إحسان، فعاتبوه، ومَنْ واصلَكُم، فواصلوه، ومن غابَ عنكم، فافتقدُوه، ومن حَمَّلَكم جنايةً، فاحتملوه، ومن قَصَّر في واجبِ حقي، فاتركوه، ومن أخطأ خطيئة، فناصِحوه، ومن مرضَ من أوليائي، فعودُوه، ومن حزنَ، فبشِّروه، كان استجارَ بكم ملهوفٌ، فأجيروه.
يا أوليائي! لكم عاتبتُ، وفي آثاركم رغبتُ، ومنكم الوفاء طلبتُ، ولكم اصطفيتُ وانتخبتُ، ولكم استخدمتُ واختصصتُ، إني لا أحبُّ استخدامَ الجبارين، ولا مواصلةَ المتكبرين، ولا مصافاةَ المخلّطين، ولا مجاورةَ المخادعين، ولا قربَ المعجَبين، ولا مجالسة البطَّالين، ولا موالاةَ الشَّرِهين.
يا أوليائي! جزائي لكم أفضلُ الجزاء، وعطائي لكم أجزلُ العطاء، وبذلي لكم أفضلُ البذل، وفضلي عليكم أكثرُ الفضل، ومعاملتي لكم أوفى المعاملة، ومطالبتي لكم أشدُّ المطالبة، أنا محيي القلوب، وأنا علامُ الغيوب، أنا مراقبُ الحركات، أنا ملاحظُ اللحظات، أنا المشرفُ على الخواطر، أنا العالمُ بمجالِّ الفِكر، فكونوا دعاةً إليَّ، لا يفزعكم دوني سلطانٌ سواي، فمن عاداكم، عاديتهُ، ومن والاكُم، واليتهُ، ومن آذاكم، أهلكتهُ، ومن أحسنَ إليكم، جازيتهُ، ومن هجركم، قَلَيْتُه (١).
_________
(١) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (١/ ١٢ - ١٣).
1 / 56