صب الخمول على من وصل أذاه إلى الصالحين من أولياء الله

ابن المبرد ت. 909 هجري
154

صب الخمول على من وصل أذاه إلى الصالحين من أولياء الله

الناشر

دار النوادر

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م

مكان النشر

سوريا

تصانيف

قلت: شابٌّ من أهل خراسان. قال: ما حملَك على الخروجِ من الدنيا؟ قلت: زهدًا فيها، ورجاء ثواب الله ﷿. فقال: إن العبد لا يتمُّ رجاؤه لثواب الله ﷿ حتى يحملَ نفسَه على الصبر. فقال له رجل ممن كان معه: وأيُّ شيء الصبرُ؟ قال: إن أدنى منازل الصبر: أن يروضَ العبدُ نفسَه على احتمال مكارِهِ الأنفس. قال: قلت: ثم مه؟ قال: إذا كان محتملًا للمكاره، أورث الله ﷿ قلبه نورًا. قلت: فماذا النور؟ قال: سراجٌ يكون في قلبه يفرق بين الحق والباطل والمتشابه. ثم قال: يا غلام! إياك إذا صحبتَ الأخيارَ وجاريتَ الأبرارَ أن تُغضبهم عليك؛ لأن الله تعالى يغضب لغضبهم، ويرضى لرضاهم، وذلك أن الحكماء هم العلماء، وهم الراضون عن الله ﷿ إذا سخط الناس، يا غلام! احفظْ عني واعقلْ، واحتملْ ولا تعجَلْ، إياك والبخلَ. قلت: وما البخلُ؟

1 / 159