رسوم دار الخلافة

هلال الصابئ ت. 448 هجري
50

رسوم دار الخلافة

محقق

ميخائيل عواد

الناشر

دار الرائد العربي

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٩٨٦م

مكان النشر

بيروت

بِهِ أقبل عَلَيْهِ وَقَالَ لَهُ: ان الْحَال الَّتِي قدرتها قربتك مني هِيَ الَّتِي نفرتني مِنْك ومنعتني الثِّقَة بك لِأَنَّك إِذا لم تصلح لمن اصطنعك ورفعك وقلدك من الْعَمَل أَكثر مِمَّا قلدتك لم تصلح لي وَمَا أحب كونك بحضرتي وَلَا اختلاطك بخاصتي فاختر بريد نَاحيَة تشاكل طبعك فَاخْتَارَ بريد ماه الْبَصْرَة وقلده إِيَّاه. وَإِن اتّفق للسُّلْطَان ان يَقُول قولا ملحونا أَو يروي حَدِيثا مدفوعا أَو ينشد شعرًا مكسورا لم يكن لمن يحضر مَجْلِسه من حرمه وَذَوي انسه فضلا عَن أهل الحشمة وَمن لَا تعلق لَهُ بِخُصُوص الْخدمَة ان يرد ذَلِك مواجها ومصرحا بل يعرض بِهِ مُشِيرا وملوحا ويورد فِيهِ من النَّظَائِر والإشكال مَا يكون طَرِيقا إِلَى معرفَة الصَّوَاب فَأَما مَا عَسى ان يَكْتُبهُ السُّلْطَان بِيَدِهِ ويسهو فِي شَيْء من إعرابه أَو لَفظه فعلى وزيره أَو كَاتب رسائله أَن يصلحه سرا لَا جَهرا فَإِن فِي ذَاك تأدية للأمانة فِي النَّصِيحَة وحراسة لصَاحبه من ظُهُور الْعَيْب والنقيصة. وَحدث النَّضر بن شُمَيْل قَالَ: دخلت على الْمَأْمُون

1 / 52