براءة ميلان
وسواء تقبل قسطنطين المعمودية فور انتصاره على خصمه في رومة في السنة 312 أم على فراش موته؛ فإنه ما كاد يرتب أمور رومة حتى انتقل إلى ميلان في مطلع السنة 313؛ ليجتمع بزميله ليكينيوس، وكان هذا قادما إلى ميلان ليتزوج من قسطندية
Constantia
أخت قسطنطين، وبقي الإمبراطوران شهرين كاملين يشتركان في ميلان في أفراح العرس ويتشاوران في أمور الدولة.
وكان غلاريوس الإمبراطور قد أصدر قبيل وفاته في السنة 311 براءة صفح فيها عما سلف للمسيحيين من مخالفات لأوامر الدولة، وأقر حقهم الشرعي في ممارسة دينهم: «وللمسيحيين أن يستمروا في الوجود، وأن ينظموا اجتماعاتهم، شرط ألا يخلوا بالنظام، وعليهم - بناء على تسامحنا وتعطفنا - أن يصلوا إلى إلههم ليسعد ظروفنا وظروف الدولة وظروفهم.»
7
ورأى الإمبراطوران المجتمعان أن يشددا في تنفيذ هذه البراءة، فكتب كل منهما إلى عماله بوجوب السهر على التنفيذ، ولدى عودة ليكينيوس إلى نيقوميذية، كتب إلى حاكمها في الثالث عشر من حزيران سنة 312 أن يبيح للمسيحيين - ولغيرهم أيضا - العبادة كما يشاءون؛ وذلك ليصبح كل إنسان حرا في أمر عبادته،
8
ورد للمسيحيين الأبنية والكنائس التي كانت قد صودرت من قبل، وفي خريف السنة 315 أحيا قسطنطين أوامر أسلافه الأباطرة، فحرم التبشير باليهودية والدعاية لها،
9
صفحة غير معروفة