قواعد الترجيح المتعلقة بالنص عند ابن عاشور في تفسيره التحرير والتنوير
الناشر
دار التدمرية
الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م
مكان النشر
الرياض - المملكة العربية السعودية
تصانيف
واعتبر الزرقاني دخول الإسرائيليات في التفسير سببًا من أسباب ضعف التفسير المأثور حيث قال: " إن تلك الروايات مليئة بالإسرائيليات ومنها كثير من الخرافات التي يقوم الدليل على بطلانها ومنها ما يتعلق بأمور العقائد التي لا يجوز الأخذ فيها بالظن " (١).
وقال العلامة عبد الرحمن السعدي: " واعلم أن كثيرًا من المفسرين قد أكثروا في حشو تفاسيرهم من قصص بني إسرائيل، ونزلوا عليه الآيات القرآنية، وجعلوها تفسيرًا لكتاب الله تعالى ... ولا يجوز جعلها تفسيرًا لكتاب الله قطعًا إذا لم تصح عن رسول الله ﷺ وذلك أن مرتبتها كما قال ﷺ: " لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم " فإذا كانت مرتبتها أن تكون مشكوكًا فيها، وكان من المعلوم بالضرورة من دين الإسلام أن القرآن يجب الإيمان به والقطع بألفاظه ومعانيه، فلا يجوز أن تجعل تلك القصص المنقولة بالروايات المجهولة، التي يغلب على الظن كذبها أو كذب أكثرها، معاني لكتاب الله، مقطوعا بها ولا يستريب بهذا أحد، ولكن بسبب الغفلة عن هذا حصل ما حصل " (٢).
وتكلم الأستاذ محمد حسين الذهبي عن حقيقة الإسرائيليات، وموقف المفسر إزاءها كلامًا جيدًا، فبعد أن ذكر أقسام الإسرائيليات قال: " علمنا أن كثرة النقل عن أهل الكتاب بدون تفرقة بين الصحيح والعليل دسيسة دخلت فى ديننا واستفحل خطرها، كما علمنا أن قوله ﷺ: " لا تُصَدِّقوا أهل الكتاب ولا
(١) مناهل العرفان / الزرقاني، ج ٢ / ص ١٩.
(٢) تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان / السعدي، ج ١، ص ٦٨.
1 / 303