قواعد الترجيح المتعلقة بالنص عند ابن عاشور في تفسيره التحرير والتنوير
الناشر
دار التدمرية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م
مكان النشر
الرياض - المملكة العربية السعودية
تصانيف
النزول فهو مرجح لما وافقه) (١).
وقد أخرج البخاري وابن جرير عن البراء بن عازب ﵁ قال: " وكان الذي مات على القبلة قبل أن تُحَوَّل قِبل البيت رجال قُتلوا لم نَدْر ما نقول فيهم فأنزل الله تعالى: " ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ﴾ (٢).
ويشهد له ما أخرجه أحمد والترمذي عن ابن عباس قال لما وُجِّه النبي إلى الكعبة قالوا يا رسول الله كيف بإخواننا الذين ماتوا وهم يصلون إلى بيت المقدس؟؟ فأنزل الله: ﴿هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ﴾ الآية. صححه الترمذي وقال: هذا حديث حسن صحيح (٣).
٣ - مثال إتيان الله تعالى:
قال تعالى: ﴿هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ﴾ (٤).
اختلف المفسرون في صفة إتيان الله ﵎ الذي ورد في قوله: ﴿هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله﴾.
فقال بعضهم: لا صفة لذلك غير الذي وصَف به نفسه ﷿ من
(١) قواعد الترجيح / حسين الحربي، ج ٢، ص ٢٤١.
(٢) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب التفسير، باب " سيقول السفهاء من الناس ... "، ج ٤، ص ١٦٣١، ح- ٤٢١٦، والطبري في تفسيره، ج ٢، ص ٢٣.
(٣) أخرجه الترمذي في سننه، كتاب التفسير، باب من سورة فاتحة الكتاب، ج ٥، ص ٢٠٨، ح - ٢٩٦٤، وأحمد في المسند، ج ١، ص ٣٠٤، ح- ٢٧٧٦.
(٤) سورة البقرة، الآية (٢١٠).
1 / 213