أحكام الاضطباع والرمل في الطواف
الناشر
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
رقم الإصدار
السنة السادسة والثلاثون العدد (١١٢) ١٤٢٤هـ/٢٠٠٤م
تصانيف
سجدتين، ثم يطوف بين الصفا والمروة” ١.
وعن ابن عمر ﵁: “أن رسول الله ﷺ كان إذا طاف بالبيت، الطواف الأول، خبَّ ثلاثًا، ومشى أربعًا..، وكان ابن عمر يفعل ذلك” ٢.
وعن جابر ﵁ في وصف حجة النبي ﷺ وفيه: “.. حتى إذا أتينا البيت معه، استلم الركن، فرمل ثلاثًا، ومشى أربعًا، ثم نفذ إلى مقام إبراهيم” الحديث ٣.
وعن ابن عباس ﵁ أن رسول الله ﷺ وأصحابه اعتمروا من الجعرانة، فرملوا بالبيت ثلاثًا، ومشوا أربعًا” ٤.
فهذه الأحاديث جميعها دالة على أن اضطباعه ﷺ كان في طواف القدوم.
أمّا حديث يعلى، وابن عمر، وجابر، فصريحة في ذلك، فقد نصّ في حديث يعلى على أن طوافه ﷺ كان حين قدومه. وكذا جاء وصف هذا الطواف بأنه الأول في حديث ابن عمر٥. وكان وصف جابر لحجه ﷺ مفصلًا وبيّن أن هذا الطواف كان حين وصولهم إلى البيت.
وأما حديث ابن عباس في طواف العمرة، فظاهرٌ فيه أيضًا، لأن طواف النبي ﷺ إنما كان حين دخل مكة. فطواف العمرة يقوم مقام طواف القدوم ٦.
_________
١ متفق عليه. أخرجه البخاري في الحج، باب من طاف بالبيت إذا قدم مكة “٦٣” ٢/١٦٣، ومسلم في الحج، باب استحباب الرمل في الطواف ٩/٧ بشرح النووي.
٢ تقدم تخريجه.
٣ تقدم تخريجه.
٤ تقدم تخريجه.
٥ قال الطبري بعد إيراده حديث ابن عمر ﵃: “في هذا دليل على أن الرمل إنما هو في طواف القدوم، وفي طواف العمرة، لأنه كطواف القدوم” القِرى ص ٢٩٧.
٦ قال صاحب المبدع ٣/٢١٨: “وليس في غير هذا الطواف رمل ولا اضطباع، لأنه ﵇ وأصحابه إنما فعلوا ذلك في الطواف الأول”.
وانظر: كشاف القناع ٢/٥٥٥، المجموع ٨/٤٢.
1 / 276