القواعد في توحيد العبادة
الناشر
دار الأماجد للطباعة والنشر
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٨ هـ - ٢٠١٧ م
مكان النشر
الرياض
تصانيف
﴿قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٤٤)﴾ [النمل: ٤٤] وقال ﷿ عن أصحاب عيسى ﵇ ﴿وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ (١١١)﴾ [المائدة: ١١١].
يقول ابن تيمية: "فهؤلاء الأنبياء كلهم وأتباعهم كلهم يذكر اللَّه تعالى أنهم كانوا مسلمين، وهذا مما يبين أن قوله تعالى: ﴿وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (٨٥)﴾ [آل عمران: ٨٥] وقوله: ﴿إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ﴾ [آل عمران: ١٩] لا يختص بمن بعث إليه محمد ﷺ، بل هو حكم عام في الأولين والآخرين، ولهذا قال تعالى: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا (١٢٥)﴾ [النساء: ١٢٥] وقال تعالى: ﴿وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (١١١) بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (١١٢)﴾ [البقرة: ١١١، ١١٢] " (^١).
ومما يدل على هذه القاعدة من السُّنَّة:
حديث أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول اللَّه ﷺ: "أنا أولى الناس بعيسى ابن مريم في الدنيا والآخرة، والأنبياء إخوة لعلات (^٢)؛ أمهاتهم شتى ودينهم واحد" (^٣).
(^١) دقائق التفسير (١/ ٣٣٩)، وانظر: الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح (١/ ٨١ - ٨٣) (٢/ ١٢٨ - ١٣٢)، الصفدية (٢/ ٣٠١ - ٣٠٣)، والفتاوى (٣/ ٩٠ - ٩٢) (٢٧/ ٣٧٠)، ومنهاج السُّنَّة (١/ ٣١٩ - ٣٢٠)، (٥/ ٢٦٥ - ٢٦٧). (^٢) العلات: هم أولاد الرجل الواحد من نسوة شتى، سميت بذلك؛ لأن الذي تزوج أخرى على أولى قد كانت قبلها قد علَّ، والعلل الشرب الثاني، ويقابلهم بنو الأخياف: وهم بنو الأم الواحدة من آباء شتى. [انظر: المعجم الوسيط (٢/ ٦٢٣)، ومختار الصحاح (ص ١٨٩)]. (^٣) أخرجه البخاري في صحيحه (٣/ ١٢٧٠)، رقم (٣٢٥٩)، ومسلم في صحيحه، باب: فضائل عيسى ﵇ (٤/ ١٨٣٧)، رقم (٢٣٦٥).
1 / 85