Daya
هو ملاك جميع الأخلاق والفضائل وآية الحب أن تحسن، ولا تنتظر الجزاء، وأن تفرح لفرح غيرك وتحزن لحزنه، وتبتئس لسوء حظ المسيء الذي حرم نعمة الإحسان.
وعلى كل جيني أن يروض نفسه على الشظف والقناعة والصبر وضبط الشعور، وأن يعطي دائما ولا يأخذ من أحد شيئا بغير رضاه. •••
وتعتبر الجينية فلسفة كونية كما تعتبر من ديانات التعبد والسلوك.
فالكون عندهم عناصر أربعة هي: الزمان، والمكان، والروح، والمادة، ويضاف إليها عنصران آخران يربطان بينها، وهما: الحركة، والسكون.
والمادة عندهم مركبة من أجزاء دقيقة لا تتجزأ، كالجوهر الفرد في تعريف فلاسفة اليونان.
ولا تسبق الروح الجسد في تركيب الإنسان، بل تنشأ الحياة الجسدية قبل الحياة الروحية، ثم تترقى الروح إلى مرتبة الصفاء بما تحاوله من مغالبة النوازع الجسدية واستخلاص حريتها من القيود المادية. ولها في ذلك ثلاث مراحل: أولاها سابقة لتطور قواها، وثانيتها في خلال هذا التطور، ونهايتها تأتي بعد انتهاء التطور وبلوغ مرتبة الخلاص والصفاء.
وعلامة التطور الناجح ثلاث: عقيدة الحق ، ومعرفة الحق ، وعمل الحق، ولا سبيل إلى هزيمة الروح في صراعها مع الجسد إذا تناسقت فيها هذه الصفات.
وهم يقولون بالروح الذاتية لكل حي من الأحياء، ولا يقولون بفنائها في روح أكبر منها، ويخالفون بذلك عقيدة البراهمة الأولين في وصف الله وتجريده من الذات، وقد يصفون الله بصفات الخلق والتكوين، ويتجهون إليه بالصلاة طلبا للهداية والتعليم والمعونة على فتن الشهوات.
فالجينية تدين بالذات الإلهية، ولا تعتبر الإله «معنى» خلوا من الوحدة الذاتية، ولكنها تستلهمه الصواب كما يستلهم التلميذ معلمه، وتسترشد به كما يسترشد الساري بدليله في ظلمات المجهول، وتقول لأتباعها: إن الله لا يعين أحدا ما لم يكن منه عون لنفسه، فلا مناص من عمل الإنسان واجتهاده قبل كل خلاص واهتداء.
صفحة غير معروفة