رسم المصحف وضبطه بين التوقيف والاصطلاحات الحديثة
الناشر
دار السلام للطباعة والنشر
رقم الإصدار
الثانية
تصانيف
أسرة ثقيف ذات شهرة واسعة بالكتابة١.
وكان لقيط بن يعمر الأيادي شاعرا كاتبا باللغة العربية، وكان مترجما في بلاد فارس، وهو الذي أرسل إلى قومه يقول:
سلام في الصحيفة من لقيط
إلى من بالجزيرة من إياد٢
ولم يكن الرجال وحدهم هم الذين يقرءون ويكتبون، بل كان من النساء من يكتبن، ومنهن: الشفاء بنت عبد، من أسرة عمر بن الخطاب ﵁ فقد كانت تكتب في الجاهلية والإسلام، وهي التي علمت السيدة حفصة بنت عمر ﵄ زوج النبي ﷺ الكتابة٣. وفي فتوح البلدان٤: أن الإسلام دخل مكة وفي قريش سبعة عشر رجلا كلهم يكتب.
وبدخول الإسلام المدينة نشطت الكتابة، ومن ثمار هذا النشاط: ما كان من أسر سبعين من المشركين في بدر، وقبل النبي ﷺ من كل أسير أربعة آلاف درهم، أو تعليم عشرة من المسلمين القراءة والكتابة، فداءً له٥.
ولم يكن الصحابة ﵃ يعرفون الكتابة فقط، بل كانوا يعرفون النقط والشكل أيضا.
قال الإمام ابن الجزري:
" ... وجردت المصاحف جميعها من النقط والشكل ليحتملها ما صح نقله وثبتت تلاوته عن النبي ﷺ"٦.
وروي عن عبد الله بن مسعود ﵁ أنه قال: "جردوا القرآن ليربو فيه صغيركم، ولا ينأى عنه كبيركم"٧.
_________
١ المصدر السابق ص٥٠.
٢ المصدر السابق ص١٠٧، ١١٤.
٣ رواه الحاكم في المستدرك "٤/ ٥٧" وقال: هذا صحيح على شرط الشيخين.
٤ ص٦٦٠.
٥ طبقات ابن سعد "٢/ ٢٦".
٦ النشر "١/ ٧".
٧ الفائق للزمخشري "١/ ١٨٦".
1 / 53