باحب المقابر ... لكين
بعقلي الرزين
باحب البيوت واللي فيهم زيادة!
من البداية نجد النغمة الهازلة - في «الصدمة» التي تقدمها لنا الكلمات الأولى، وتؤكدها المفارقة الواضحة في «أموت في الترب» - فهي من النكات الذائعة لدى المصريين في باب القافية ((أ) الحانوتي حياخد له بالميت عشرين جنيه! (ب) طب ومن غير ميت؟) وهكذا نجد أن هذه اللمسة تحدد لنا «السلم الموسيقي» الذي يساعدنا في إدراك النغمة! فكيف سنقرأ «زي حي الغناي»؟ بمفارقتها المؤلمة! (حد واخد منها حاجة؟) وكيف ستقرأ «زي شط البحور»؟ (على شط البحور والنسمة حوالينا الحياة مبتسمة!) (على شط بحر الهوى!) ولا شك أن ذلك كله لا بد أن يؤدي إلى العجب الذي يعنى به صلاح جاهين الدهشة الشعرية
التي يتسم بها كل شعر عظيم - فهي دهشة اكتشاف ، مثلما نجد أن كل قصيدة عمل استكشافي! (
HEURISTIC ) فنحن فجأة نواجه حركة وسكونا: السير بخطوات عالية.
خفف الوطء ما أظن أديم ال
أرض إلا من هذه الأجساد
أبو العلاء المعري
ومفارقة الدبيب «العالي» المتناقض فيما يشبه «الطباق» الكلاسيكي مع «راقد» والذي ينتهي ب «واقف»! أي إن تتابع الحركة والسكون هنا مشهد كامل لا مجرد تسجيل لحدث في الماضي ... إننا مع زائر القبور، بل نحن الذين نزور القبور الآن فتضيع نظراتنا في الدهشة!
صفحة غير معروفة