فصاح فرناند والفرح ملء فؤاده: هلموا إلى حيث تريدون، فإني بريء.
فدعا المستنطق جنديين وقال لفرناند بلطف ودعة: سر معهما، وعسى أن تبرئ ساحتك، وتنجو من هذا العار.
فذهبوا جميعا حتى وصلوا إلى منزل باكارا، ثم ركبوا مركبة وذهبوا إلى شارع مونسي.
وكانت باكارا قد خرجت من المنزل مع فاني كما تقدم، ولم يكن في المنزل غير الخدم، فبدءوا بتفتيش الغرف حتى بلغوا إلى الغرفة التي كان نائما فيها فرناند، وبعد أن فتشوا في خزائنها ولم يعثروا على شيء، نظر أحدهم فرأى رداء رجل معلق، فقال: هو ذا رداء رجل، وعسى أن يكون رداء المتهم، فلنفتش فيه.
وكان هذا الرداء لفرناند، وذلك أنه عندما سقط مغميا عليه في الطريق كان مرتديا به، ولم يفطن إليه عندما أخذته الجنود، فبقي عند باكارا، ولما رأى الجنديين يشيران إليه قال: هذا الرداء لي.
وجلس على كرسي وعليه لوائح عدم المبالاة، أما الجندي فإنه أخذه وقال: إنه ثقيل، وأظن أن المحفظة في جيبه.
ثم مد يده إليها، فأخرج منها تلك المحفظة الخضراء بنفسها فارغة من المال، فقال لفرناند: لا أظنك تقوى بعد ذلك على الإنكار.
أما فرناند فلم يجبه بحرف، ولكنه صاح صيحة يأس وسقط مغميا عليه، فانتصر أندريا بما كاده للبريء، وأصبحت تبرئته ضربا من المحال. (20) البحث عن تريزا
بينما كان أندريا يدير بحذقه هذه الحادثة، وقد زج بفرناند بالسجن بتهمة الاختلاس، وحبس باكارا في المستشفى بعلة الجنون، وحجر على سريز في منزل مدام فيبار، ففرقهم عن بعضهم، وأبعد كل من يحتمل أن يوقف أرمان دي كركاز على آثار تريزا وابنتها، وكان أرمان يسعى بملء الغيرة والنشاط لإيجاد تلك المرأة وولدها، ليدفع إليهما ملايين البارون كرماروت المؤتمن عليها.
وكان يستعين على ذلك ببستيان وببوليس سري، ولم يكن إلى الحين الذي رأيناه فيه يقفو أثر الرجلين في بلفيل قد وقف على شيء من أثر تريزا، فوصل إلى تلك القرية في حينه، ومنع ذلك الاعتداء عن ليون رولاند، ولا يزال يذكر القارئ أنه كان قبل دعوة ليون، فلما عزموا على الرحيل قدم ذراعه إلى حنة، وسار الجميع إلى منزل سريز.
صفحة غير معروفة