فطاش رأس شاروبيم مما سمع وقال: إذن فأنت لا تحبينني؟
فضحكت ضحك الهازئ وقالت: لا شك أنك مجنون.
ثم دفعت يده التي كان يقدمها لها بأشد احتقار، وعند ذلك فتح باب الغرفة المجاورة وطلع منه الكونت أرتوف طلوع القضاة، فكان كالصاعقة انقضت على رأس شاروبيم، فصاح صيحة القانط وجعل يتراجع منذعرا لمرآه حتى استند إلى الجدار.
وكان بيد الكونت مسدس، فمشى به إلى شاروبيم وقال له: إني يا سيدي قد أحضرت معي المال كما طلبت، وأحضرت معه هذا المسدس فاستعد للموت حسب الاتفاق، فإنك لم تفز بقلب باكارا.
46
قبل هذه الحادثة بساعة كان روكامبول في منزل دايي ناتها الهندية ، فلما رأته أقبل فرحت وقالت: لقد طال غيابكم حتى حسبت أنكم تخليتم عني وغادرتموني أموت بالسم الذي تجرعته، فإنك تعلم أنه لا يشفيني منه غير خاتم المركيز. - اطمئني فسيكون هذا الخاتم لك غدا، فإننا إذا لم نشفق على صباك أشفقنا على الملايين التي سنقبضها منك.
فاطمأن قلبها وقالت: كيف يكون قتل المركيزة؟ - ستعلمين ذلك متى تم القتل وأصبحت زوجة لابن عمك، والآن تفضلي بالجلوس إلى هذه المنضدة كي أملي عليك رسالة إلى ابن عمك المركيز. وامتثلت له وأملى عليها ما يأتي:
احضر إلي أيها الصديق في الساعة السابعة من المساء لأخبرك بالأسف الشديد كيف أني وفيت بوعدي، ولأطلعك على الحقيقة التي تعلم منها صدق أقوالي السابقة بالبرهان، وتعلم أين تجد الخائنين.
ثم وقعت على الرسالة ودفعتها إلى روكامبول، فقبل يدها وطمنها وانصرف وذهب توا إلى منزل الأرملة ملاسيس، واستقبله الخادم فانتير وهو من أعضاء العصابة وأدخله إلى الأرملة.
ولم تكن الأرملة تعرفه من قبل، ولكنها رأته مرة عند المركيزة في حفلة راقصة، فأشارت إليه بالجلوس وهي تظهر استغرابها من هذه الزيارة، فأدرك روكامبول ذلك منها وقال لها: لا تعجبي لزيارتي في هذه الساعة المتأخر، بل اعلمي أن خادمك فانتير من رجالي، وفي هذه الإشارة كفاية. - نعم، لقد خطر لي هذا الخاطر حين رأيتك. - إذن فاعلمي أني أتيت الآن أسألك قضاء مهمة سيكون جزاؤك عن قضائها زواجك بالدوق.
صفحة غير معروفة