الإرث الخفي: روكامبول (الجزء الأول)

ألكسندر ديماس ت. 1344 هجري
202

الإرث الخفي: روكامبول (الجزء الأول)

تصانيف

وقد حاول الأحدب أن يصيح ويستغيث، ولكنه لقي من وعيد الشفالييه وغدارته ما حمله على الخوف والسكوت.

وما زال سائرا به على هذا الشكل حتى وصل إلى قصره، فنادى الخدم ودفع الأحدب إليهم فقال لهم: خذوا هذا الفتى فاربطوا يديه ورجليه وضعوا كمامة في فمه، ثم ألقوه على هذه الحالة في القبو إلى أن أفرغ من مهمتي فإنه يثقل علي.

فقال له الأحدب: لو علم الكونت أنك مسيء إلي هذه الإساءة لما رضي أن تكون بينك وبينه معرفة وولاء.

فقال له الشفالييه: إن الذنب ذنبك، فقد أمرك الكونت أن تطيعني فأبيت الامتثال. - إن لوسيان طاهر القلب نبيل الأخلاق، فلو علم ما أردت عمله في الغابة لما أمرني أن أطيعك. - قلت لك إنه يعلم. - وأنا أقول لك إنه لا يعلم، فإنه يترفع عن الإساءة إلى الناس.

فغضب الشفالييه لهذا التكذيب والتقريع وأخذ سوطه فجلده به جلدا مؤلما، ثم قال للخدم: احملوا هذا الوقح إلى حيث أمرتكم، وعودوا إلي في الحال فإني محتاج إليكم في هذه الليلة.

فقيدوا الأحدب وكمموه وألقوه في قبو المطبخ وعادوا إلى سيدهم، فأمر اثنين منهم ليتبعوه، فتبعاه وعاد بهما إلى حيث وضع الفخ في الغابة فدلهما عليه وقال لهما: إني نصبت هذا الفخ لرجل سيمر بهذا الطريق بلا ريب ويعلق به، فاكمنوا بين أشجار الغابة حتى إذا رأيتماه علق في الفخ قيدا رجليه ويديه قبل أن تطلقاه من الشرك، فإنه شديد وله قوة الثيران.

فقال له أحدهما: لعلنا نعرف هذا الرجل يا سيدي؟ - نعم، فهو داغوبير البيطري. - لقد عرفناه يا سيدي، فماذا نصنع به بعد ذلك؟ - تنتظراني حتى أعود.

ثم تركهما وانصرف واضطجع الرجلان على العشب بين الأشجار.

وبعد ذلك بساعة سمع أحد الخادمين وقع أقدام، فنبه رفيقه وقال له: أعد الحبل فهذا رجلنا قد وصل. - إنه في يدي.

ثم اقترب القادم، فحبس الخادمان أنفاسهما.

صفحة غير معروفة