الإرث الخفي: روكامبول (الجزء الأول)

ألكسندر ديماس ت. 1344 هجري
156

الإرث الخفي: روكامبول (الجزء الأول)

تصانيف

فهاجت عوامل الكبرياء في نفس الكونت وقال له: أنت تسديني نصيحة! - نعم يا سيدي، ويجب أن تسمعها، ونصيحتي هي أن جوادك غير صالح ويجب استبداله. - لماذا؟ - لأنه كثير الحاجة إلى النعال. - لعلك تريد أني أحضر كثيرا على دكانك؟ - إني لا أريد أن أوضح كلامي، افهمه كما تريد.

وقد قال هذا القول وأطرق بعينيه، أدرك لوسيان قصده وقال له: أصغ إلي يا داغوبير فإني شاب نبيل غني. - إني أعرف كل ما تقوله يا حضرة الكونت. - وإني أحب قريبتك. - وأعرف هذا أيضا. - وليس في طباعي شيء من طباع أمثالي النبلاء، بل إني أحتقر صلفهم وكبرياءهم، ولا أتزوج إلا المرأة التي أحبها.

فلم يجبه داغوبير بشيء. - وقد قلت لك إني أحب قريبتك، فهل تريد أن أجعلها الكونتس دي مازير؟

وكان الكونت يتوقع أن يستقبل داغوبير هذه المنة بملء السرور، غير أنه لم يبد عليه شيء من ظواهره، بل قام إلى مطرقته الضخمة فتسلح بها وقال له: أصغ إلي يا سيدي الكونت، إن قريبتي لم تخلق لك، وأعلم أني حداد فقير وأنك سيد عظيم، ولكني غير خاضع لك ولا سلطان لك علي؛ ولذلك أمنعك من الدخول إلى محلي. - ماذا تقول؟ إنك مخطئ يا داغوبير. - هذه آخر كلمة أقولها، فاعلم الآن أنه مهما بلغ ارتفاعك وضعتي وغناك وفقري، إني أقتلك إذا عدت إلى هذا البيت.

وقد قال هذا القول بصوت منخفض لم تسمعه حنة، ثم قال له: اخرج من هنا.

فاصفر وجه لوسيان من الغضب والخجل ولم يجب.

فرفع داغوبير المطرقة فوق رأسه وقال له: قلت لك اخرج.

وكان لوسيان من رجال الشهامة والنبل، فوقع هذا الكلام عليه وقوع الصواعق ووضع يده على قبضة خنجره؛ إذ لم يكن لديه سيفه في تلك الساعة، وهم أن يجرده ويطعنه به.

غير أن داغوبير كان أسرع منه، فإنه انقض عليه وقد أدرك قصده فحمله بين يديه كما يحمل المطرقة وخرج به من الدكان من غير أن يفوه بكلمة ووضعه فوق سرج جواده، وقال له: امض في شأنك واحذر أن ترجع.

وكان داغوبير مشهورا بين قومه بالقوة، حتى كانوا يضربون به المثل فيقولون: فلان قوي كداغوبير.

صفحة غير معروفة