فأطرق داغوبير دون أن يجيب. - ولقد كنت أؤثر ألف مرة، أن أراها امرأتك على أن تكون امرأة الكونت لوسيان، فإن هذا البيت قد تلطخ بالدماء.
واعلم يا داغوبير أني اعتزلت العالم وأصبحت من رجال الله، ومن كان راهبا مثلي فقد وجبت عليه الرأفة والمساهلة والإغضاء، غير أني ما سمعتك تذكر هذا الاسم حتى نسيت موقفي وثارت في تلك العواصف القديمة، فهاجت من نفسي المكامن.
داغوبير، إن هذه الفتاة لا أمان لها في منزلك ما زال هذا الكونت يجيء إليك، فإذا اضطررت في سبيل طرده إلى سحق رأسه فافعل ولا حرج عليك.
قال له داغوبير: كفى يا سيدي فقد كفاني ما سمعت، وثق أن لا خوف على الصبية.
فرفع الأب جيروم يديه إلى السماء وقال: رباه هبني من لدنك قوة أستطيع بها الذهاب إلى باريس لإنقاذ الفتاة من مخالب الأثمة، ولا أسألك بعد هذا غير الموت.
ثم نظر إلى داغوبير وقال له: ماذا فعلت بالخاتم؟ - إنه في إصبعي.
فنظر الرئيس إلى الخاتم منذهلا فإن هذا الخاتم الذهبي قد اسود واستحال لونه إلى لون الحديد.
فقال له داغوبير: لا تعجب يا سيدي، فإن الخاتم هو نفسه وإنما سودت لونه بالدخان كي لا أستلفت إليه أنظار أهل الفضول، فإن من كان فقيرا مثلي لا يلبس عادة مثل هذه الخواتم ذوات الشعار. - لقد أصبت يا بني، والآن فقد فهمت قصدي. - نعم. - إذن، احرص كل الحرص على حنة إلى أن أتمكن من السفر. - اعتمد علي يا سيدي.
وهنا أطلق الرئيس سراحه.
فانصرف داغوبير حتى إذا وصل إلى باب الدير قال له الحاجب: إنهم محتاجون إليك. - أين؟ - في الدكان.
صفحة غير معروفة