46

رياض النفوس في طبقات علماء القيروان و¶ افرقية وزهادهم ونساكهم وسير من أخبارهم و¶ فضائلهم وأوصافهم

محقق

بشير البكوش

الناشر

دار الغرب الإسلامي

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٤١٤ هـ - ١٩٩٤ م

مكان النشر

بيروت - لبنان

تصانيف

جزعا شديدا، فتوضأ وأخذ في الصلاة وهو في المسجد-ولم يبن بعد-ومعه أشراف الناس من الصحابة والتابعين رضي الله تعالى عنهم، فلما انفجر الصبح ركع ركعتي الفجر، وإذا بالتكبير بين يديه، فقال لمن حوله: «ألا تسمعون شيئا؟» قالوا: «لا نسمع شيئا!» فعلم أن الأمر من عند الله ﷿. فأخذ اللواء فوضعه على عاتقه، وأقبل يتبع التكبير الذي بين يديه، حتى انتهى إلى موضع محراب المسجد الأعظم اليوم، فلما انتهى إليه انقطع عنه التكبير، فركز لواءه وقال: «هذا محرابكم!» فاحتذى به جميع مساجد المدينة وسائر البلدان، ثم أخذ الناس في بنيان الديار والمساجد وغير ذلك، فشد إليها الناس المطايا من كل مكان، وعمرت بفضلاء الناس (٢٩) من الفقهاء والمحدثين والمتطوعين والعابدين والنسّاك والزاهدين (٣٠)، وأعزّ بها الإسلام وأهله. ودمغ بها أهل النفاق والأهواء والشك والضلالة.

(٢٩) ما يلي هذا إلى تمام الفقرة ورد في الهامش. وأشار الناسخ إلى نقله عن أصل ثان من أصول الرياض. (٣٠) في الأصل: من الفقهاء والمحدثون والمتطوعون والعابدون والنساك والزاهدون.

1 / 13