پا ليتني مت قبل اليوم بعشرين سنة . وروي أنه [ أي عليا ] سمع تمسير طلحة والزبير وعائشة ومن معهم لحربه فقال : والله ما أنكروا علي شيئا منكرا ، ولا استأثرت بمال ، ولا قلت بهوى . بايعوني فنكثوا بيعي قبل أن يعلموا جوري من عدلي ، وإني لراض بحجة الله عليهم وعلمه فيهم . ومع هذا فإني معذر إليهم [وداعيهم ] ، فإن قبلوا وتابوا فالتوبة مقبولة والحق أولى ما انصرف إليه ، وإن أبوا أعطيتهم حد السيف وكفى به شافيا وناصرا .
وروي أنه قال : إني لأرجو أن أكون أنا وعثمان وطلحة والزبير ممن قال الله تعالى فيهم «ونزعنا ما في صدورهم من غلي
5
ولما قتل (طلحة) دفن إلى جانب الفرات فرآه [حلما ] بعض أهله فقال : ألا تريحوني من هذا الماء فإني قد غرقت ، قالها ثلاثا ، فأخبر ا من رآه ] ابن عباس فاستخرجوه بعد بضع وثلاثين سنة ، فإذا هو أخضر كأنه السلق ولم يتغير منه إلا عقصته . فاشتروا له دارا بعشرة آلاف ودفنوه فيها ، وقبره معروف بالبصرة يتبرك به . و كان عمره يوم قتل ستين سنة ، وقيل أكثر من ذلك والله أعلم .
و كان له من الولد عشرة بنين وأربع بنات . أما الذكور : فمحمد السجاد - ولد في عهد رسول الله ، عيلا، وكان كثير العبادة ، وقد
صفحة ١٣٨