أروم وصال ريم ذي نشوز يصيد بناظريه ولا يصاد (¬1)
عل وجناته ماء ونار لها في ذلك الماء اتقاد (¬2)
تضمن ثغره عسلا مصفى ولما يصف لحيه منه الفؤاد (¬3)
جزى الله العواذل الفخير لأن العذل فيه هواه المراد (¬4)
وقال:يرثي صاحبا* له بعد موته ونكبته به وكان من المشائخ الكرام والعلماء العظام.
قلبي لفقدك يا نور الدجى يجف ومقلتي منذ واراك الثرى تكف (¬5)
إن أمسى محزونا أخا أسف فليس ينكر مني الحزن والأسف (¬6)
قد كان رأيك نورا يستضاء به في المعضلات إذا ما اسودت السدف (¬7)
لله من رحل ما كان أولعه بالعلم إذ هو أصل الدين والشرف (¬8)
¬__________
(¬1) - أروم: أعاني. ريم: الغزال. ذي نشوز: نعت للغزل ومعناه نافرا. يصيد: معناه تلقي بحبه في قلب رائعه. ولا يصاد: @ له قناة.
(¬2) - الوجنة أعلى الخد. ماء ونار كناية على الحمرة . وهنا صورة فنية رسمها الشاعر لوجه محبوبته حتى نعذره فيما هيامه بها.
(¬3) - الصفاء الأول صفة للعسل والمقصود به الريق والصفاء الثاني هو الإقبال منها عليه بالود والحب ولكن هيهات.
(¬4) - العواذل= اللائمون له أولا وهو تعريض لها بان تقبل عليه.
* هو الشيخ الفقيه خلف بن أحمد الرقيشي الأزكزوي له شرح مخطوط الدعائم وقصائد في الفقه وهو القائل :
إياك إياك أن تغتر بالزمن أو أن تغرك خضراء الدمن
ولا تكن مدة الأيام مكتئبا ولو رمتك صروف الدهربالمحن
(¬5) - نور الدجى : كناية على العلم الذي ينير دروب السالكين فبغيره تختلط الدروب وتضيع المسالك ولذلك كان من وصف العلماء (المصابيح).. يجف: يهتز حزنا. تكف: تهطل بغزارة.
(¬6) - أي أصبح له طبع ملازم فلا ينكره من رآه هكذا حاله.
(¬7) - المعضلة: الشديدة من الأمور سواء في الفقه أوغيره من العلوم وحتى في الحياة السياسية.
السدف: طبقات السواد الحالك التي تغطي كل شيء.
(¬8) -أولعه = صيغة تعجب وليست تعجبية على العلماء.
الشرف = كل شمائل الخير والمروءة والشرف مرفوعة لأنها خبر ثاني للضمير الظاهر هو العائد على العلم ومعناه العلم أصل الدين وشرفه.
صفحة ١٠