مناسك الحج والعمرة في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة
الناشر
مركز الدعوة والإرشاد
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤٣١ هـ - ٢٠١٠ م
مكان النشر
القصب
تصانيف
النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا﴾: «هذه آية وجوب الحج عند الجمهور، وقيل: بل هي قوله تعالى: ﴿وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ للَّهِ﴾، والأول أظهر» (١).
وقال الإمام الطبري ﵀ في تأويل قوله تعالى: ﴿وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ﴾ قال بعد أن ذكر أقوال أهل العلم: «وأولى التأويلات بالصواب في ذلك: قول من قال: «ومن كفر» ومن جحد فرض ذلك، وأنكر وجوبه، فإن اللَّه غنيٌّ عنه وعن حجه، وعن العالمين جميعًا» (٢)؛ ولهذا قال ﵀: «ومن جحد ما ألزمه اللَّه من فرض حج بيته، فأنكره، وكفر به؛ فإن اللَّه غنيٌّ عنه، وعن حجِّه وعمله، وعن سائر خلقه: من الجن والإنس ...» (٣).
وأما السنة؛ فلإحاديث كثيرة، منها الأحاديث الآتية:
١ - حديث أنس بن مالك ﵁ - قال: نُهينا أن نسأل رسول اللَّه ﷺ عن شيء، فكان يعجبنا أن يجيء الرجل من أهل البادية، العاقل فيسأله ونحن نسمع، فجاء رجل من أهل البادية، فقال: يا محمد أتانا رسولك فزعم لنا أنك تزعم أن اللَّه أرسلك؟ قال: «صدق»، قال: فمن خلق السماء؟ قال: «اللَّه»، قال: فمن خلق الأرض؟ قال: «اللَّه»، قال: فمن
نصب هذه الجبال وجعل فيها ما جعل؟ قال: «اللَّه»، قال: فبالذي خلق السماء، وخلق الأرض، ونصب الجبال، اللَّه أرسلك؟ قال: «نعم»،
قال: وزعم رسولك أن علينا خمس صلوات في يومنا وليلتنا، فقال: «صدق»، قال: فبالذي أرسلك اللَّه أمرك بهذا؟ قال: «نعم»، قال: وزعم رسولك أن علينا زكاة في أموالنا، قال: «صدق)، قال: فبالذي أرسلك اللَّه أمرك بهذا؟ قال: «نعم»، قال: وزعم رسولك أنَّ علينا صومَ شهر رمضان في سنتنا، قال «صدق»، قال: فبالذي أرسلك: اللَّه أمرك بهذا؟ قال: «نعم»،
_________
(١) تفسير ابن كثير، ٤/ ١٢٠.
(٢) جامع البيان، للطبري، ٧/ ٥١.
(٣) المرجع السابق، ٧/ ٥٧.
1 / 78