مناسك الحج والعمرة في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة
الناشر
مركز الدعوة والإرشاد
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤٣١ هـ - ٢٠١٠ م
مكان النشر
القصب
تصانيف
التي أشار إليها تعالى بقوله (١): ﴿لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ﴾ (٢).
السادس عشر: التعلم، والتعليم، ونشر الدعوة والخير بين الناس في المواسم:
الحجاج جاؤوا من كل فج عميق؛ ليؤدُّوا هذا الواجب العظيم؛ وليستفيدوا من حجهم أنواعًا من الطاعات لله تعالى، والمشاعر المقدسة يلتقي فيها أولياء اللَّه، والعلماء من أقطار الأرض، فيستفيد العالم والمتعلم: يستفيد العالم بنشر علم الكتاب والسنة في هؤلاء الجموع الكثيرة، وتعليمهم ما يجب عليهم، وتحذيرهم مما يضرّهم، وترسيخ العقيدة الصحيحة في نفوسهم.
ويستفيد الراغب في الخير: من العلماء والدعاة إلى اللَّه ﷿، من حلقات العلم في المسجد الحرام، وفي المشاعر المقدسة (٣).
ولا شك أن هذا من التزود بالتقوى التي هي خير زاد، كما قال اللَّه تعالى: ﴿وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى﴾ (٤)، فيدخل في ذلك الاستفادة من العلماء الربانيين، ويدخل في ذلك تعليم الناس الخير، والدعوة إلى اللَّه تعالى، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، بالأسلوب الحسن، والحكمة والموعظة الحسنة (٥)،كما قال تعالى: ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ
_________
(١) مجموع فتاوى ابن باز، ٢/ ٢٣٤، وانظر: مجموع الفتاوى له، ٥/ ١٣٠، ١٩٤، ١٦/ ١٧٠، ١٧١، ١٨٥، ١٩٣.
(٢) سورة الحج، الآية: ٢٨.
(٣) مجموع فتاوى ابن باز، ٥/ ١٩٤.
(٤) سورة البقرة، الآية: ١٩٧.
(٥) انظر: مجموع فتاوى ابن باز، ١٦/ ١٦٧ - ١٦٨.
1 / 70