مناسك الحج والعمرة في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة

سعيد بن وهف القحطاني ت. 1440 هجري
6

مناسك الحج والعمرة في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة

الناشر

مركز الدعوة والإرشاد

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٤٣١ هـ - ٢٠١٠ م

مكان النشر

القصب

تصانيف

المبحث الأول: مفهوم المناسك، والحج، والعمرة أولًا: مفهوم المناسك: لغة، واصطلاحًا: المناسك لغة: جمع مَنْسَِك - بفتح السين وكسرها - من نَسَكَ يَنْسُكُ منسكًا: تعبَّد، قال ابن الأثير ﵀: «... ٍ فالمناسك جمع مَنْسَِك - بفتح السين وكسرها -، وهو المتعبَّد، ويقع على المصدر، والزمان، والمكان، ثم سُمِّيَتْ أمور الحجِ كلّها مناسك. والمَنْسَِك: المذبَحُ، وقد نَسَكَ ينْسُكُ نَسْكًا، إذا ذبح، والنسيكة: الذبيحة، وجمعها: نُسُكٌ. والنُّسُكُ أيضًا: الطاعة والعبادة، وكل ما تُقُرِّبَ به إلى اللَّه تعالى، والنُّسك: ما أمرت به الشريعة، والورع: ما نهت عنه. والناسك: العابد، وسُئل ثَعْلَبٌ عن الناسِك ما هو؟ فقال: هو مأخوذٌ من النسيكة، وهي سبيكة الفضة المصفّاة، كأنه صفَّى نفسه لله تعالى» (١). قال اللَّه تعالى: ﴿وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا﴾ (٢) أي: متعبّداتنا (٣). ومنا سك الحج: عباداته، وقيل: مواضع العبادات، ومن فعل كذا فعيله نسك: أي دم يريقه (٤). وقال الراغب الأصفهاني ﵀: «النُّسُكُ: العبادةُ، والناسك: العابد، واختصَّ بأعمال الحجِّ، والمناسك: مواقف النُّسُك، وأعمالها،

(١) النهاية في غريب الحديث والأثر، ٥/ ٤٨. (٢) سورة البقرة، الآية: ١٢٨. (٣) لسان العرب، لابن منظور، ١٠/ ٤٩٩، والقاموس المحيط، للفيروزآبادي، ص ١٢٣٣. (٤) المصباح المنير في غريب الشرح الكبير للرافعي، للفيومي، ٢/ ٦٠٤.

1 / 6