مناسك الحج والعمرة في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة
الناشر
مركز الدعوة والإرشاد
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤٣١ هـ - ٢٠١٠ م
مكان النشر
القصب
تصانيف
المبحث الأول: مفهوم المناسك، والحج، والعمرة
أولًا: مفهوم المناسك: لغة، واصطلاحًا:
المناسك لغة: جمع مَنْسَِك - بفتح السين وكسرها - من نَسَكَ يَنْسُكُ منسكًا: تعبَّد، قال ابن الأثير ﵀: «... ٍ فالمناسك جمع مَنْسَِك - بفتح السين وكسرها -، وهو المتعبَّد، ويقع على المصدر، والزمان، والمكان، ثم سُمِّيَتْ أمور الحجِ كلّها مناسك.
والمَنْسَِك: المذبَحُ، وقد نَسَكَ ينْسُكُ نَسْكًا، إذا ذبح، والنسيكة: الذبيحة، وجمعها: نُسُكٌ.
والنُّسُكُ أيضًا: الطاعة والعبادة، وكل ما تُقُرِّبَ به إلى اللَّه تعالى، والنُّسك: ما أمرت به الشريعة، والورع: ما نهت عنه.
والناسك: العابد، وسُئل ثَعْلَبٌ عن الناسِك ما هو؟ فقال: هو مأخوذٌ من النسيكة، وهي سبيكة الفضة المصفّاة، كأنه صفَّى نفسه لله تعالى» (١).
قال اللَّه تعالى: ﴿وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا﴾ (٢) أي: متعبّداتنا (٣).
ومنا سك الحج: عباداته، وقيل: مواضع العبادات، ومن فعل كذا فعيله نسك: أي دم يريقه (٤).
وقال الراغب الأصفهاني ﵀: «النُّسُكُ: العبادةُ، والناسك:
العابد، واختصَّ بأعمال الحجِّ، والمناسك: مواقف النُّسُك، وأعمالها،
_________
(١) النهاية في غريب الحديث والأثر، ٥/ ٤٨.
(٢) سورة البقرة، الآية: ١٢٨.
(٣) لسان العرب، لابن منظور، ١٠/ ٤٩٩، والقاموس المحيط، للفيروزآبادي، ص ١٢٣٣.
(٤) المصباح المنير في غريب الشرح الكبير للرافعي، للفيومي، ٢/ ٦٠٤.
1 / 6