مناسك الحج والعمرة في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة
الناشر
مركز الدعوة والإرشاد
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤٣١ هـ - ٢٠١٠ م
مكان النشر
القصب
تصانيف
وقال ﷺ في حجة الوداع وهو يرمي جمرة العقبة: «لتأخذوا مناسككم فإني لا أدري لعلِّي لا أحجُّ بعد حجتي هذه» (١).
فمن تعظيم شعائر اللَّه تعالى: الاقتداء بالنبي ﷺ في جميع مناسك الحج، وما يعمله الحاجّ في المشاعر، وإذا قصَّر في شيء من ذلك متعمِّدًا راغبًا عن سنته ﷺ فليس منه في شيء، وكذلك جميع العبادات التي شرعها ﷺ.
ومن تتبّع أحوال النبي ﷺ، وتأمّل في صفة حجة الوداع ظهر له تعظيم النبي ﷺ لشعائر اللَّه، وتعظيمه لحرمات اللَّه ﷿.
ثانيًا: مغفرة ذنوب الحاج ورضوان اللَّه عليه، فيرجع إلى وطنه كيوم ولدته أمه لا ذنب عليه، إذا كان متَّقيًا ربه في حجِّه: بامتثال أوامره، واجتناب نواهيه، وقد تقدم في فضائل الحج والعمرة قول النبي
ﷺ: «من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كما ولدته أمه» (٢).
وذكر الإمام الطبري رحمه اللَّه تعالى: أن معنى قوله تعالى: ﴿فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى﴾ (٣) هو أن الحاج يخرج مغفورًا له كيوم ولدته أمه لا إثم عليه، فقد ذكر ستة أقوال لأهل العلم في معنى الآية، ثم قال ﵀: «وأولى هذه الأقوال بالصحة قول من قال: تأويل ذلك: ﴿فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ﴾ من أيام
_________
(١) مسلم، كتاب الحج، باب استحباب رمي جمرة العقبة يوم النحر راكبًا، برقم ١٢٩٧. ...
(٢) متفق عليه: البخاري، برقم ١٥٢١، ١٨١٩، ومسلم، برقم ١٣٥٠ من حديث أبي هريرة ﵁ وتقدم تخريجه.
(٣) سورة البقرة، الآية: ٢٠٣.
1 / 52