مناسك الحج والعمرة في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة
الناشر
مركز الدعوة والإرشاد
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤٣١ هـ - ٢٠١٠ م
مكان النشر
القصب
تصانيف
وحقيقة معرفتها، وإخلاص توحيده» (١).
وقال الإمام القرطبي ﵀: «﴿ومن يعظم شعائر اللَّه﴾: الشعائر جمع شعيرة، وهو كل شيء لله تعالى فيه أمرٌ أشعر به وأعلم، ومنه شعار القوم في الحرب: أي علاماتهم التي يتعارفون بها، ومنه إشعار البدنة، وهو الطعن في جانبها الأيمن حتى يسيل الدم، فيكون علامة، فتسمَّى شعيرة، بمعنى المشعورة، فشعائر اللَّه: أعلام دينه، لاسيما ما يتعلق بالمناسك .. وأضاف التقوى إلى القلوب؛ لأن حقيقة التقوى في القلب؛ ولهذا قال ﵊ في صحيح الحديث: «التقوى ها هنا» (٢)، وأشار إلى صدره (٣).
وقال الإمام البغوي ﵀: «قال ابن عباس: شعائر اللَّه: البُدْن، والهدي، وأصلها من الإشعار، وهو إعلامها، ليُعلم أنها هدي، وتعظيمها استسمانها واستحسانها، وقيل: شعائر اللَّه: أعلام دينه، فإنها من تقوى القلوب: أي: إن تعظيمها من تقوى القلوب» (٤).
وقال ابن كثير ﵀: «﴿ومن يعظم شعائر اللَّه﴾: أي أوامره ﴿فإنها
من تقوى القلوب﴾، ومن ذلك تعظيم الهدايا والبدن، كما قال الحكم عن مقسم، عن ابن عباس: تعظيمها: استسمانها، واستحسانها» (٥).
_________
(١) جامع البيان، ١٨/ ٦٢١.
(٢) مسلم، كتاب البر، باب تحريم ظلم المسلم، برقم ٣٢ - (٢٥٦٤).
(٣) الجامع لأحكام القرآن، ١١/ ٦١ - ٦٢.
(٤) تفسير البغوي، ٣/ ٢٨٦.
(٥) تفسير القرآن العظيم، ١٠/ ٥٣.
1 / 47